الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب وإن كرهه الناس

السؤال

أنا فتاة في المرحلة الجامعية ملتزمة بالحجاب الديني والحمد لله وأسأل الله الثبات ولكن المشكلة أن البنات في الجامعة يرتدين لباسا يتنافى واللباس الإسلامي من بديهيات وما إلى ذلك على الرغم بأنه يوجد هنالك والحمد لله مجموعة من البنات الملتزمات..
المشكلة أنني أتأسف لحالهن عندما أراهن وأتذكر حديث النبي عليه الصلاة والسلام عن الكاسيات العاريات وأتمنى أن أنصحهن ولكني لا أستطيع ذلك لآني أخاف أن يكرهنني وأخاف أيضا أن يكون علي إثم في ذلك إن لم أفعل؟ على الرغم من أنني أتعامل معهن بكل الود والاحترام.
وهنالك مجموعة منهن هن من أعز صديقاتي وأحبهن جدا حاولت أن أنصحهن لكن لا فائدة ولكني دوما أدعو لهن أما اللاتي لا أعرفهن لا أحاول أن انصحهن خوفا من أن يكرهنني أو يتضايقن من كلامي وخاصة أن بعضهن ينتقد المتدينات يحقد عليهن ولكني الحمد لله لا أغضب لنفسي ولكني آسفة لحالهن وأخاف أن يسألني الله عنهن يوم القيامة أرجو منكم أن تفيدوني ماذا أفعل؟
وأن تسألوا الله لي الثبات على دينه والزيادة في هداه وأن يهدي صديقاتي وسائر فتيات المسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على التزامك بالحجاب وغيرتك على الدين وشفقتك على أخواتك المسلمات، وهكذا ينبغي أن تكون المسلمة.

ونسأل الله لك الهداية والثبات على الدين، وأن يهدي صديقاتك وسائر نساء المسلمين.

ومن الأمور المهمة قيامك بالدعاء لهن بالهداية، ومعاملتك لهن بالود والاحترام فإن هذا مما يعين على كسب ودهن، وبالتالي التأثير عليهن في الدعوة إلى الله، فإن الدعوة بالقدوة من أهم أساليب الدعوة إلى الله تعالى، وراجعي الفتويين: 19186 ، 21186.

والواجب القيام بالإنكار عليهن وبيان الحق لهن، وينبغي اختيار الوقت المناسب لذلك وتنويع الأساليب، فإن هذا أجدى وأنفع كما بينا بالفتويين: 13288 ، 5197 .

ولا تمنعك مهابة الناس من قول كلمة الحق، ولا تلتفتي إلى وساوس الشيطان وتخويفه لك من القيام بذلك، أو تسويله لك أن هؤلاء الفتيات قد يكرهنك بسبب ذلك، روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يقوم بحق إذا علمه. قال: ثم بكى أبو سعيد وقال: قد والله شهدناه فما قمنا به.

ثم إنهن قد يكرهنك اليوم ويرضين غدا، روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس .

وننبه إلى أهمية التعاون بين الأخوات المستقيمات في القيام بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني