الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء من أعظم الأسباب التي تعين على تحقيق المطلوب

السؤال

سيدي لي أخ عمره 32 سنة ليس موفقا في حياته كلما قام بشيء فشل فيه يسكن في فرنسا تزوج بغرض الزواج وكذلك ليأخد الإقامة هناك في الأول أخذ إقامة عام ثم بعد دلك وقعت مشاكل بينه وبين زوجته التي رفضت أن تعطيه حقوقه الزوجية بحجة أن يتغير وبقيت عذراء فانفصلا بعد عدة مشاكل وجلست قضية الطلاق في المحكمة 4 سنين ثم طلقا لأن الزوجة هي التي أقامت دعوى الطلاق خسر ماله كله على المحامين من أجل الطلاق ومن أجل ان يأخذ الإقامة التي انتهت عندما انتهى العام الأول ولأن الزوجة رفضت ان تعطيه الأوراق اللازمة لاستخراج الإقامة ضاعت له 7 سنوات من العمل هو كره الدنيا في بعض الأحيان يريد أن يقتل نفسه مع العلم لا يصلي أمي تتألم كثيرا لحاله نصلي كثيرا وندعو له بالاستقرار وحل مشاكله سؤالي هل يستجيب الله لدعواتنا بالخصوص أمي التي تتضرع لله كثيرا وتبكي وتحل مشاكله أم سيعاقبه الله لأنه لا يصلي حتى هو يقول إن الله لا يريد لي هذا سئم الدنيا وهو دائم البكاء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن من آثار المعاصي والبعد عن الله أن يحرم العبد التوفيق، وليس بعد الشرك بالله معصية أعظم من ترك الصلاة ، فعن جابر قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ . رواه مسلم.

ولذلك فقد ذهب بعض العلماء إلى أن تارك الصلاة كافر، وأي صلة تبقى بين العبد وربه، إذا ترك العبد الصلاة ؟ وكيف ينتظر العبد التوفيق من الله وقد قطع الصلة معه وأعرض عنه، قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ {طه: 124}

كما أن تفكير أخيك في الإقدام على قتل نفسه خطأ عظيم، فإن الانتحار من أكبر الكبائر، ومما لا يقدم عليه مؤمن، فالمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبداً.

وننبه إلى أنه ينبغي للمسلم أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين ويترك الإقامة في بلاد الكفار، ولمعرفة حكم الإقامة في بلاد الكفار يمكنكم الاطلاع على الفتوى رقم: 2007، والفتوى رقم: 23168.

فالواجب عليكم أن تنصحوا هذا الأخ، وتخوفوه عاقبة ترك الصلاة والإعراض عن الله، وتعرفوه أن عقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة، وأن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم.

أما عن سؤالك، فإن الدعاء من أعظم الأسباب التي تعين على تحقيق المطلوب، لا سيما إذا كان من الأم، فإن دعوة الوالدين لولدهما من الدعوات التي لا ترد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجة وحسنه الألباني.

فينبغي لكم أن تدعوا له بالهداية والاستقامة والمحافظة على الصلاة، ففي ذلك الفلاح في الدنيا والآخرة، والله سبحانه قريب مجيب، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ { البقرة: 186}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني