الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجرد طلب الزوجة مسكناً مستقلاً لا يدل على بغضها لأهل الزوج

السؤال

أنا فتاة سأتزوج قريبا، ولكني أواجه مشكلة الآن مع خطيبي، حيث إنه عندما تقدم لخطبتي قال بأنني سأسكن لوحدي أي ببيت مستقل بعيداً تماما عن أهله، ولكن عندما اقترب موعد الزواج طلب مني أن أسكن معه في بيت أهله، مع العلم بأن لديه أربعة إخوة وأباه وأمه ولكني رفضت لأني في هذه الحالة لا أكون على راحتي فأجلنا عرسنا عاما آخر حتى يشتري لي بيتا ولكنه اتهمني بأنني رفضت لأنني لا أحب أهله، فهل أنا على حق أم لا، وماذا بالنسبة لكلامه، أريد منكم إجابة واضحة لو سمحتم؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فطلبك من زوجك سكناً مستقلاً بعيداً عن أهله مطلب شرعي لا حرج عليك فيه؛ لأن من حق المرأة على زوجها أن يوفر لها مسكناً مستقلاً يحفظ لها أسرارها وخصوصياتها، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5034، 9517، 34802، 69337، وغيرها.

أما بخصوص اتهامه لك بأنك تبغضين أهله فهذا غير جائز، إذا لم يكن لديه دليل على قوله، وإلا فمجرد طلب الزوجة مسكناً مستقلاً بعيداً عن أهل الزوج لا يفهم منه على الإطلاق بغضهم، بل إن كثيراً من الحكماء أصحاب الخبرات ممن حنكتهم الأحداث والتجارب يوصون الأحباب بألا يساكن بعضهم بعضاً، وألا يبالغوا في المخالطة؛ لأن كثيراً ما تحدث الخلطة الزائدة عداوة وبغضاً بعد القرب والمودة. وقريب من هذا المعنى ما رواه ابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول يا أمه، كما قال الأول: زر غباً تزدد حباً. انتهى.

والمعنى كلما كان الإنسان بعيداً كلما تعلقت به القلوب ورغبت في قربه ولقائه، بخلاف من هو دائما قريب ملاصق فلربما استثقلته النفوس ونفرت منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني