الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغضب لا يبرر عقوق الوالدين

السؤال

أنا غضوب جدا وقد حاولت أن أقوم بمنع نفسي من الغضب ولكن لم أستطيع، ويخرج هذا في صورة عقوق بارز للوالدين وأنا حزين جدا بسبب عقوقهم وأسع لإرضائهم من كل قلبي ولكن يحدث العكس فهل نيتي الآن تصلح عملي الفاسد وكيف الخلاص من عقوق الوالدين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عقوق الوالدين من أعظم الكبائر التي نهى الله عنها ونهى عنها رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد بينا شناعة هذا الفعل وحكمه وعقوبته في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25001، 26938، 11649.

وكون هذا العقوق يحصل منك حال الغضب وتحت تأثيره لا يعفيك من المسؤولية ولا يبرئك من التبعة والمؤاخذة، فإن الغضب ليس عذرا للإنسان في اقتحام المحرمات وولوج المنكرات، بل الغضب داء له علاج، وعلاجه بمجاهدة النفس وكبح جماحها عن الاسترسال فيه، فمن جاهد نفسه في ذلك ونهاها عن هواها فيوشك أن يصرف الله عنه شر الغضب وشؤمه وأن يبدله مكانه حلما وسكينة وأناة، وقد بينا في الفتوى رقم: 8038 الهدي النبوي في علاج الغضب، فإن أخذت بهذه الأسباب ولم يسكت عنك الغضب عندها عليك بعرض الأمر على أهل التخصص من الأطباء النفسيين فربما كان هناك سبب نفسي يحتاج للعلاج.

أما سؤالك عن نيتك الصالحة في بر الوالدين مع استمرار العقوق لهما ظاهرا؟ فنقول: إن مجرد النية في الإصلاح خير ولا شك، ولكن النية وحدها غير كافية لأن الإنسان كما كلف بإصلاح نيته فقد كلف أيضا بإصلاح عمله، والإيمان مركب من قول وعمل ونية، فلا تسد النية مسد العمل، ولا تصلح النية الصالحة العمل الفاسد بل إن مداومة الرجل على السيئ من الأعمال دليل على فساد نيته ولو ادعى غير ذلك، فإنه لو صلحت نيته لصلح عمله، والإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني