الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجبات المرأة نحو بيتها وزوجها وأولادها

السؤال

كيف يمكن أن نقوم بمساعدة فتاة غارقة في معصية الله كي تقتنع و تقلع عن ارتكاب ما حرم الله تعالى وخصوصا أنها متزوجة و عندها بنت و ولد، فهي لا يهمها سوى نفسها، متعالية ومغرورة لا تعتني بأسرتها ولا تمدهم بالحنان الواجب ككل أم و زوجة، والمشكلة أنني تكلمت معها سابقا وكانت هناك نتيجة لكن سرعان ما رجعت لما كانت عليه، والآن أريد منكم أن ترسلوا لي جوابا فيه كلمات قاسية لعلها تحرك فيها شيئا، مع العلم أنها محجبة لكنه مع الأسف حجاب زينة فقط؟
أرجو منكم الرد في أقرب وقت ممكن والله يتقبل منكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها أمام الله كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها. متفق عليه.

وقد حدد رسول الله الحقوق الواجبة على المرأة في البيت حينما قضى على ابنته فاطمة بالخدمة الباطنة داخل البيت وحكم على زوجها علي بن أبي طالب بالخدمة الظاهرة خارج البيت.

قال ابن حبيب في الواضحة: حكم النبي صلى الله عليه وسلم بين على بن أبى طالب رضي الله عنه، وبين زوجته فاطمة رضي الله عنها حين اشتكيا إليه الخدمة، فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة، خدمة البيت، وحكم على علي بالخدمة الظاهرة، ثم قال ابن حبيب : والخدمة الباطنة: العجين، والطبخ، والفرش، وكنس البيت ، واستقاء الماء ، وعمل البيت كله. انتهى.

ومما يتأكد وجوبه على المرأة اهتمامها بأولادها والقيام بمصالحهم وشؤونهم داخل البيت على أكمل حال, وبذل ما تقتضيه الفطرة السوية لهم من الحب والعطف والحنان, فهذا مما وصى الله به، فقال تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ.{النساء:11}.

قال السعدي – رحمه الله –: أي: أولادكم - يا معشر الوالِدِين- عندكم ودائع قد وصاكم الله عليهم، لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم وتؤدبونهم وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله وملازمة التقوى على الدوام كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب. انتهى.

وقد جاء في الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: أتقبلون صبيانكم فقالوا نعم. فقالوا لكنا والله ما نقبل. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأملك إن كان الله نزع منكم الرحمة .

ألا فلتتق هذه الزوجة ربها ولتخش وقوفها بين يديه يوم تبلى السرائر ويبرز المكنون في الضمائر , ولتذكر ما جاء من الوعيد الشديد لمن استرعاه الله رعية فضيعها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه البخاري ومسلم.

وقد سبق لنا بيان خطر الكبر والتعالي وعلاج ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 19854, 5899, 24081.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني