الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفضل الإقامة في بيت الزوج وزيارة الأهل للصلة

السؤال

أنا تزوجت منذ ثلاث سنوات بزميل لى في الشغل على درجة من الأخلاق والأدب كبيرة بشهادة كل من حولي، وعلى درجة من الطيبة غير عادية، ولكن أنا معي بكالوريس وهو معه دبلوم، ويلتحق الآن بالجامعة المفتوحة ولكن هذا ليس سببا فى مشكلة بينى وبينه، ولكننا نحب بعضا، ومنذ أن تزوجنا إلى الآن لا يوجد خلاف أبدا، ولكن لظروف شغلي ولوجود طفلي يبلغ من العمر سنة وثماني شهور، وأن منزل والدي قريب من الشغل، ومنزلى بعيد، وإصرار أهلى في الجلوس معهم اضطررت أن أجلس عندهم بعد إقناع زوجي، وكنا نذهب منزلنا يومين في الأسبوع، ولكن أهلي يتعاملون مع زوجي أسوأ معاملة ويستخسرون فيه الأكل رغم أنه لم يدخل البيت ويده فارغة، ويطلبون مني أن أسمع كلامهم، وكلام زوجي لا. ومنذ ثلاثة شهور ذهبت إلى الاستقرار في بيتي، وأنا في بيتي أشعر براحة نفسية، ولكن يطلبون مني أن أقضي يومين عندهم في البيت ولأني لا أحب المشاكل ذهبت إليهم ولكن أمى تشاجرت معي وقالت لي إنها تخدمني منذ سنتين وأجبرني والدي أن أتأسف لها، وأنا لم أغلط في حقها، ولأني في بيتى، وهم يطلبون مني ثانيا أن أذهب للمبيت عندهم لارتباطهم بابنتي، ولكنهم يعاملون زوجي أسوأ معاملة، وهو يعاملهم بما يرضي الله، وأنا زهقت ولا أعرف ماذا أفعل معهم. وعندما قلت لوالدي لماذا يفعلون معه كذلك. قالوا لأنه لا يساعدني، ويعلم الله أنه يساعدني في كل شيء، ولكن في بيتنا وليس في بيت أهلي، إنهم يحشرون نفسهم في أدق تفاصيل حياتنا ويريدون أن يسيطروا علي. فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فطاعة زوجك أوجب عليك من طاعة أبويك، سيما إذا راوداك على النشوز منه وعدم طاعته والاستخفاف بحقه. ونصيحتنا لك هي أن تقري في بيتك مع زوجك، ولا تذهبي لأهلك إلا لزيارتهم وصلة رحمهم، ثم تعودين إلى بيتك مع زوجك؛ لأن بقاءك على ما ذكرت من حال أهلك مع زوجك قد يؤدي إلى تفكك الأسرة وهدم عصمة الزوجية.

وإذا أذيت ببلدة فارقتها * ولا أقيم بغير دار مقام

هذا، وننبه زوجك إلى عظيم فضله، وجميل صنعه بما صبر على معاملة أهلك، ودفعه لأذيتهم بالتي هي أحسن، فليدم على تلك الحال ما استطاع، لقول الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت: 34، 35}

و لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويُسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ، فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل ( الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك. رواه مسلم وأحمد وأبو داود، وفي المسند والسنن عن أبي كبشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر.

وللفائدة انظري الفتاوى رقم: 19419، 1764 ، 69337.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني