الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خروج الدم من الفم هل ينقض الوضوء وهل يبتلعه المصلي

السؤال

عندما أستعمل السواك يخرج دم من فمي مع العلم أني متوضئ فهل ينقض هذا الدم الوضوء؟ وإن كان ذلك جائزا فهل يجوز بلع الدم وخاصة عندما أكون في الصلاة إذ كيف أتخلص من هذا الدم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا أن خروج الدم من غير السبيلين لا ينقض الوضوء، وانظر الفتوى رقم: 9003، وبينا أن ابتلاع الدم لا يجوز في الصلاة وغيرها، وانظر الفتوى رقم: 12594والفتوى رقم: 74423.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: خروج الدم من الفم بعد الوضوء لا ينقض الوضوء بل لو خرج من غير الفم دم كثير أو قليل فإنه لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من السبيلين القبل أو الدبر فإنه ينقض الوضوء ولكن إذا خرج الدم من الفم فإنه لا يجوز ابتلاعه لقوله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ. انتهى.

ويمكنك أن تتخلص من هذا الدمِ إذا خرج منك وأنت في الصلاة، بأن تبصقه في منديل أو نحوه، فإن تلك حركة يسيرة لا تؤثر في صحة الصلاة.

وفي صحيح البخاري معلقا: وبزق ابن أبي أوفى دما فمضى في صلاته، وحكم الحافظ بصحة إسناده، وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قام أحدكم في صلاته فلا يبزقن قبل قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدمه، ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ورد بعضه على بعض، فقال: أو يفعل هكذا. رواه أحمد والبخاري، ولأحمد ومسلم نحوه بمعناه من حديث أبي هريرة.

وهذا الحديث يدل على أن هذا الفعل في الصلاة وهو البصاق في منديل أو نحوه مما لا بأس به، فإذا بصقت في المنديل فينبغي طرحه وعدم حمله في الصلاة لأنه متنجس وقد يقال إنه لا يضر بقاء هذا المنديل معك، لأن هذا الدم الذي تبصقه فيه يسيرٌ فيُعفى عنه لكن الأحوط ما قدمنا، وانظر الفتوى رقم: 3978.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني