الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: لاحول الله من أمر الله

السؤال

يقولون في بعض بلدان الشام: لاحول الله من أمر الله، في أمر ما، بدلا من لاحول ولا قوة إلا بالله. هل في هذا من حرمة أو شيء ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعبارة المذكورة عبارة خاطئة وهي تعكس المعنى العظيم الذي يدل عليه قول :" لا حول ولا قوة إلا بالله"، فمعناها كما قال الإمام النووي رحمه الله:( قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْحَوْل ) الْحَرَكَة وَالْحِيلَة , أَيْ : لَا حَرَكَة وَلَا اِسْتِطَاعَة وَلَا حِيلَة إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّه تَعَالَى , وَقِيلَ : مَعْنَاهُ لَا حَوْل فِي دَفْع شَرٍّ , وَلَا قُوَّة فِي تَحْصِيل خَيْر إِلَّا بِاَللَّهِ , وَقِيلَ : لَا حَوْل عَنْ مَعْصِيَة اللَّه إِلَّا بِعِصْمَتِهِ , وَلَا قُوَّة عَلَى طَاعَته إِلَّا بِمَعُونَتِهِ , وَحُكِيَ هَذَا عَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , وَكُلّه مُتَقَارِب. اهـ شرح النووي على صحيح مسلم.

فلا يجوز قول هذه العبارة الواردة في السؤال، لأن ظاهرها نفي الحول عن الله تعالى، وهذا باطل، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله. أي لا تحول من حال إلى حال، ولا قوة للإنسان على ذلك إلا بإقدار الله تعالى له، وتوفيقه إياه، وقد سبق بيان هذا في الفتويين : 5173 ، 45290.

وفي فتاوى اللجنة الدائمة 26/365: قول : (لا حول الله) هو اختصار قبيح لكلمة: (لا حول ولا قوة إلا بالله) فلا يجوز ؛ لأنه يغير المعنى. انتهى.

فينبغي لمن سمع أحدا يقول هذه العبارة أن يعلمه وينبهه ليأتي بهذا الذكر بلفظه الشرعي وهو:" لا حول ولا قوة إلا بالله"، حتى لا يقع فيما يخالف الشرع، وحتى يحصل على ثواب هذه الكلمة التي هي كنز من كنوز الجنة كما ثبت في الصحيحين وغيرهما.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني