الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاوى سابقة في كيفية حفظ القرآن

السؤال

أنا من حوالي 18 سنة أحاول حفظ كتاب الله لكن لم أستطع، إذا قرأ المذياع أجد نفسي أقرأمعه، لكن للصلاة أو عند العرض على أحد للاستماع لا أستطيع، فهل القراءة بدون حفظ من الفكر تقلل الأجر أو لا تقبل؟ مع العلم بأنني لم أترك كتاب الله أبدا ودائمة القراءة، وأتمنى أن تعطوني نصحية أو أي شيء يساعدني على حفظه عن ظهر قلب.
وجزاكم الله كل خير ووفقكم لما فيه خير الأمة. وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يعينك على حفظ كتابه والعمل بأحكامه. ولتعلمي أن إنجاز حفظ كتاب الله كاملا يعتبر مشروعا عظيما في حياة المسلم لا يصل إليه إلا أصحاب الهمم العالية والعزائم القوية، ومع ذلك فهو سهل ويسير على من يسره الله تعالى عليه كما قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ.{القمر17}.

ولذلك فإن عليك أن ترفعي من همتك وتقوي من عزيمتك وإرادتك، وتأخذي هذا الأمر على مأخذ الجد، وتستعيني بتقوى الله تعالى وبالإرشادات والتوجيهات التي بيناها في الفتاوى التالية أرقامها: 3913، 7693، 9154، 19297، 30550.

فبذلك ـ إن شاء الله تعالى ـ تحفظين كتاب الله وتنالين شرف الدنيا وفوز الآخرة.

وأما القراءة خلف من يقرأ في المذياع أو غيره مع عدم استطاعتها في الصلاة تعتبر مرحلة متدنية بالنسبة لك، ولذلك ينبغي أن تراجعي الطريقة التي كنت تحفظين بها طيلة هذه المدة الطويلة على ضوء ما ذكرنا في الفتاوى المشار إليها.

وعلى كل حال فقراءة القرآن كلها خير وبركة ولكنها تتفاوت في الأجر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران. رواه البخاري ومسلم.

وأما قول السائلة: القراءة بدون حفظ من الفكر، فلم يتضح لنا المقصود منه، فالقراءة إما أن تكون من الحفظ أو بالنظر في المصحف.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني