الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يشهد لمعين بجنة أو نار إلا ما فيه نص

السؤال

توفيت أمي رحمها الله، وفي ليلة وفاتها كان عمي يقرأ القرآن فأخذته إغفاءة، فرآها تحت ماء غزير تغتسل و قارئ يتلو حوالي عشر مرات الآية: وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
فهل هذه بشرى خير أنها في الجنة، علما أنها كانت كثيرة الصدقة و قبل يوم مرضها الذي توفيت فيه أخذت الزكاة لبيت فقير، وكان ديدنها التصدق على الفقراء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يرحم أمك وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يرزقكم الصبر والاحتساب، والرؤيا المذكورة هي علامة خير إن شاء الله تستأنسون بها وترجون بها الخير لأمكم، وهي من البشرى الحسنة، فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ: لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. قَالَ: هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُؤْمِنُ أَوْ تُرَى لَهُ. رواه أحمد والترمذي وحسنه، وابن ماجه والدارمي، وصححه الألباني.

قال المباركفوري في شرح سنن الترمذي: هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ أَيْ الْحَسَنَةُ أَوْ الصَّادِقَةُ وَهِيَ مَا فِيهِ بِشَارَةٌ أَوْ تَنْبِيهٌ عَنْ غَفْلَةٍ وَأَمْثَالُ ذَلِكَ. انتهى.

وهذه الرؤيا مع ما ذكرتم من حبها للصدقة وحرصها عليها هي علامة خير ترجون لأمكم بها الخير، وتسألون الله أن تكون من أهل الجنة، ولكن القاعدة في مذهب أهل السنة والجماعة؛ أن الشهادة لمعيّن بالجنة أو النار من أمور الغيب التي تؤخذ بالتلقي من الكتاب والسنة، ولا مجال للعقل بالاجتهاد فيها، فمن شهد لهم الله أو رسوله بالجنة بأعيانهم فهم من أهلها قطعا كالعشرة المبشرين بالجنة؛ ونشهد لهم بذلك. ومن شهد له الشّرع بالنار على التعيين فهو من أهلها كأبي لهب، وامرأته وغيرهم ونشهد لهم بذلك.

ومع هذا فنحن نرجو للمحسن الجنة، ونستبشر بعلامات الخير التي نراها، والله أعلم بالخواتيم.

ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 23025. وكذلك الاطلاع على علامات حسن الخاتمة في الفتوى رقم: 29018.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني