الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفضل من التفكير في الحور العين

السؤال

إذا سمحتم لدي سؤال: وأرجو منكم الإجابة عليه، أنا شاب عمري 15 سنة وأبتعد عن المحرمات التي يرتكبها العديد من الشباب ـ والعياذ بالله ـ وقد جعلت حبي في الحياة بدلاً من البنات حوراء في الجنة اسمها ـ لعبة ـ وأحبها حباً شديداً، وأرجو من الله أن يريني إياها، فما الحكم في ذلك؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يعيذك من الفتن، وأن يطهر قلبك ويحصن فرجك وأن يمتعك بالحور العين في الجنة، والتفكر في الجنة ونعيمها لا حرج فيه، بل هو مما يشحذ همة الإنسان، إلا أنه ينبغي للمسلم ألا يسترسل مع خيالات لا تفيده، بل تضيع وقته الغالي الذي يسأل عنه يوم القيامة، ومن ذلك تخيل حورية وهمية وتعلق قلبه بها، فنحن لا نعلم حورية في الجنة اسمها ـ لعبةـ فينبغي للمسلم اغتنام وقته فيما يفيده، وأن لا يسترسل مع التخيلات ولو كانت في أشياء مباحة، ففي ذكر الله ـ جل وعلا ـ والانشغال بمحبتة واستشعار معيته والتفكر في آياته وآلائه ما يغني المسلم عن الاسترسال مع تلك التخيلات: ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبداً. مدارج السالكين.

وانظر للفائدة الفتويين رقم:28477، ورقم:71591.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني