الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مراعاة الحكمة عند التعامل مع الزوجة

السؤال

إخواني الأعزاء هذا ليس سؤالا، بل طلب نصيحة ممن هم أفقه وأعلم مني بالدين:
زوجتي دائما تذمني، ولا أعرف كيف أعبر عن شعوري لها؟ وتقول لي إنك إنسان بدون مشاعر معي، والله يشهد على كلامي، إن كلمتي: حبيبتي وحياتي، لا تخرج من لساني عند مخاطبتها، ولا أعرف ماذا تريد؟ وإذا تشددت معها حصل بيننا خصام، ولا تحاول أن تصالحني ـ حتى ولو كنت أنا صاحب الغلط ـ أما أنا ـ وأعوذ بالله من كلمة أنا ـ حتى لو كانت هي صاحبة الغلط ـ أعتذرلها وأصالحها فقط لتسير حياتنا, وأنا أعمل بشركة نفطية والحال ـ ولله الحمدـ ممتاز من حيث المادة، وهي دائما تريد الأشياء الثمينة مثل الشنط والساعات، وأقول لها هذا إسراف وتقول لي إن الله يحب أن يرى نعمته على عبده، وأنا لا أبخل عليها، ولكن أقول لها خذي قيمة الشنطة مثلا: اشتري شنطة بسعر معقول وتصدقي بالباقي فهذا أفضل، فتغضب من كلامي، ولا أعرف ماذا أقول؟ فقد تعبت وصبرت كثيرا، وأريد نصائحكم.
ولكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على المودة وحسن العشرة والتفاهم، وذلك إنّما يكون في بيت تقام فيه حدود الله، ويخشى كل من الزوجين ربّه ويسعى لمرضاته، فالذي ننصحك به أن تعاشر زوجتك بالمعروف وتتعامل معها بالحكمة، والحكمة: هي وضع الشيء في موضعه، فينبغي أن يكون الرفق في موضعه والشدة في موضعها دون إفراط أو تفريط، مع مراعاة طبيعة المرأة التي وصفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلاَهُ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه.

واعلم أنّ الواجب عليك أن تنفق على زوجتك بالمعروف، فعن عمرو بن الأحوص ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن و طعامهن. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

و ما زاد عن حاجة زوجتك في النفقة بالمعروف فلا يجب عليك، لكن كلما أحسنت إلى زوجتك في النفقة فهو من الإحسان الذي تؤجر عليه، بشرط أن تجتنب الإسراف، وحد الإسراف يختلف باختلاف حال الإنسان من الغنى والفقر، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 17775.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني