الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلق القلب بحب الأجنبي وتمني الزواج به والدعاء بذلك

السؤال

و الله لا أعلم كيف أبدا لكن أود أن أسالك حضرة الشيخ وعفوا على هذا السؤال يا شيخ: أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة كنت على علاقة مع شاب أحبني وأحببته حتى أني أخبرت أمي بذلك، ولكن قد من الله علي بالالتزام والحمد لله حمدا كثيرا على هذه النعمة إلا أني مازلت أكن لذلك الشخص كثيرا من المودة، تعاهدنا أن ننتظر بعضنا حتى يكتب الله لنا العيش السوي وقطعت به كل اتصالاتي الهاتفية والالكترونية راجية من الله أن يرزقني به بالحلال وأنا أدعو الله في صلاتي وسجودي في دعائي وقيامي في كل وقت وبعد صيامي راجية من العزيز الغفار أن يجمعني به في الجنة. و سؤالي هل حبي له حرام؟ هل من العيب أن أدعو الله بهذه الطريقة إن كانت لا تليق برب العزة جل وعلا ؟ مع العلم أني في صبيحة يوم الجمعة وبعد صلاة الفجر رأيته في المنام كانت معي صديقة لي غير مقربة تلبس قميصا وبنطلونا في اللون البني وهو أيضا كان يلبس هذا اللون أما أنا فقد كنت ألبس عباءة خضراء خضرة البساتين كانت قصيرة بعض الشيء وليس لها أكمام، كان يطاردني من مكان إلى آخر حتى اقتربت من المنزل كانت بجانبي أختي ولما وصلت إلى المنزل ركب في سيارة وذهب. أرجوكم الله يثبتك الله يعطيكم الخير ويهب لكم الجنة أفتوني يا رب أكرمهم وأعطيهم الجنة وصلي اللهم على محمد خير خلقك؟ استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحب الذي يكون واقعا باختيار الإنسان وسعيه وكسبه كحال من يتساهل في النظر إلى النساء، والحديث معهن ومراسلتهن، أو من تتساهل في هذا من النساء, لا شك أنه محرم، ويأثم به صاحبه، لأنه من كسبه والله تعالى يقول: وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ. {البقرة : 225}.

أما إذا لم يكن للإنسان كسب في الحب ولا سعى إليه، كأن تسمع امرأة عن رجل أو تراه نظر فجأة فيتعلق قلبها به، فإن اتقت الله تعالى، ولم تفعل مع هذا الرجل أمرا محرما من خلوة أو نظرة محرمة أو مواعدة ونحو ذلك مما قد يفعله بعض الفساق، فلا حرج عليها في هذا الحب بل إنها تؤجر على مجاهدتها نفسها في البعد عما حرم الله.

فما دمت قد تبت إلى الله سبحانه من علاقتك بهذا الشاب واتقيت الله في أمورك فنرجو ألا يكون عليك حرج مما تجدين في قلبك من ميل إلى هذا الرجل, ولكن عليك بمجاهدة نفسك في هذه الخواطر والأفكار فإن الاسترسال فيها غالبا ما يجر إلى ما لا تحمد عقباه.

يقول ابن القيم – رحمه الله – في كتاب الفوائد: دافع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلا، فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها. انتهى.

ونذكرك بأن تعلق القلب بحب الأشخاص من أفسد الأشياء له وقد يصل بصاحبه والعياذ بالله إلى داء عضال ومرض قتال، أتعب الأطباء وحير الحكماء ألا وهو العشق، وهذا المرض والعياذ بالله يفتح على صاحبه من المحن والمفاسد ما لا يقدر على صرفه إلا الله, كما بيناه في الفتاوى التالية أرقامها: 117632, 9360, 27626

أما مجرد تمني كون الشخص زوجا والدعاء بذلك فهذا لا حرج فيه كما بيناه في الفتوى رقم: 103765.

وإذا أمكن أن تطلبي منه أن يتقدم للزواج بك فهذا خير فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.

وبخصوص الرؤيا التي رأيتها في المنام فإن موقعنا لا يعبر الرؤيا، ويمكنك سؤال المعبرين الموثوق بهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني