الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينصح المقصر في عمله قبل رفع أمره للمسؤول

السؤال

أعمل في مكتب فرعي لشركة وأنا مسؤولة عن موظفين: عاملة التنظيف والسائق، ويتغيب هذان الموظفان ويتحكم السائق في وقت دخوله وخروجه دون محاسبة مدير مكتبنا، مع العلم أن مدراءنا الرئيسيين ليس لهم أي علم بهذا. هل سأسأل أمام الله على تستري على هذه الأفعال؟ يقوم المسؤول بتغيير الفواتير وشن الفوضى فيها وسرقة المال، مع العلم أن كل عامل هنا تقريبا ينتقم بإبلاغ الرؤساء على كل ما يعرف صغيرة أو كبيرة هل أستقيل من هذه الوظيفة أفيدوني من فضلكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمر الله تعالى بأداء الأمانة فقال: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا. {النساء:58}، وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الدين النصيحة، وكان يبايع أصحابه رضي الله عنهم على ذلك، كما قال جرير البجلي: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم. متفق عليه.

ولا شك أن من النصح الواجب نصيحة المقصر الذي يضيع أمانة عمله، وكذلك من النصح وأداء الأمانة أن يؤدي المسؤول في العمل مقتضيات مسؤوليته، وعلى ذلك فينبغي أولاً نصيحة هؤلاء المقصرين المخلين بشروط عملهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتحذيرهم من مخالفاتهم، فإن لم ينتصحوا وينتهوا أدت السائلة الأمانة التي عليها برفع أمرهم إلى المدراء الرئيسين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

فإن لم تفعل عرضت نفسها للمساءلة أمام الله تعالى عن سكوتها على هذا المنكر، وراجعي في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 57732، 11370، 74902.

وأما الاستقالة من هذه الوظيفة فغير لازمة ما دامت السائلة أدت ما عليها من أمانة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني