الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مفهوم الفحش في الكلام، ومدى صحة نسبة كتاب نواضر الأيك للسيوطي

السؤال

يتكلم الناس أحيانا في ذكر الأمور الجنسية وتسمية الأعضاء التناسلية بأسمائها فيتهم بعض الناس المتكلم بأنه فاحش في كلامه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الفحش، ثم يقع في أيدينا كتاب للإمام السيوطي: نواضر الأيك، وفيه العجب العجاب من ذكر أسماء الأعضاء وتفصيلات الجماع.
والسؤال: ما هو الفحش في الكلام؟ وهل الإمام السيوطي فاحش في كلامه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالفحش هو: القبيح من القول والفعل، جاء في المخصص لابن سيده: الفُحْشُ والفَحْشاء: القبيح من القول والفعل وكذلك الفاحِشة. انتهى.

وفي المحكم والمحيط الأعظم: الفحش والفحشاء والفاحشة: القبيح من القول والفعل. انتهى.

وعرفه ابن حجر في فتح الباري بقوله: الزيادة على الحد في الكلام السيئ. انتهى.

وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري: الفحش: وهو كل ما خرج من مقداره حتى يستقبح. ويدخل فيه القول والفعل والصفة يقال: فلان طويل فاحش الطول إذا أفرط في طوله، ولكن استعماله في القول أكثر. انتهى.

وفيه أيضا: وقال الطبري: الفاحش بذيء اللسان. انتهى.

ولا شك أن التصريح بما يستحى منه من أمور العورات وما يكون بين الرجل وزوجته من الفحش القبيح خصوصا إذا أكثر منه صاحبه.

أما بخصوص الكتاب المذكور: ففي النفس من نسبته إلى السيوطي شك مريب، فالرجل سرد مؤلفاته ولم يذكره فيها ـ وعلى افتراض أنه له مع ما فيه من الفحش ـ فإننا نعتذر للإمام عنه بأنه قد كتب هذا الكتاب في أول حياته ثم تراجع عنه بعد ذلك، وهذا ما يفهم من كلامه في كتابه المشهور: حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، حيث يقول: وشرعت في التصنيف في سنة ست وستين، وبلغت مؤلفاتي ـ إلى الآن ـ ثلاثمائة كتاب سوى ما غسلته ورجعت عنه. انتهى.

ثم شرع بعد ذلك يعدد مصنفاته فعددها ولم يذكر هذا الكتاب فقال: وهذه أسماء مصنفاتي لتستفاد: فن التفسير وتعليقاته، والقراءات: الإتقان في علوم القرآن، إلخ.

ويجب التنبه إلى أن المعصوم هو الوحي ـ من كتاب وسنة ـ وأن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا محمد صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني