الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ذكر الله أثناء مشاهدة التلفاز

السؤال

هل يجوز التسبيح أثناء مشاهدة التليفزيون؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن التسبيح شأنه عظيم، وفضله كبير، ومن معانيه التمجيد والتعظيم والتقديس لله سبحانه وتعالى، قال العلماء معنى سبحان الله: تنزيهه عن كل سوء ونقيصة، ويكفي في فضله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال: سبحان والله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر" رواه البخاري ومسلم.
وقوله صلى اله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" رواه البخاري ومسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس" رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنه" فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: "يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة" رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة" رواه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني... إلى غير ذلك من الأحاديث.
وإذا كان التسبيح بهذه المنزلة العظيمة، إضافة إلى انه ذكر لله سبحانه وتعالى، فينبغي أن يتلفظ به في وقته، وفي محله المناسب اللائق به.
أما التسبيح أثناء مشاهدة التلفزيون، فقد يكون مشروعاً، وقد يكون غير مشروع بحسب المادة المعروضة، فربما شاهد المسلم النشرة الإخبارية فرأى فيها المصائب التي يتعرض لها المسلمون فسبح الله، أو ربما رأى عالم البحار، أو عالم الحيوان فسبح الله، وهذا لا بأس به، لكن لا ينبغي لمن يشاهد النساء المتبرجات أو المغنيات.. إلخ أن يسبح الله عندئذ، لأن الواجب عليه هو أن لا يشاهد ذلك وأمثاله، لا أن يظل يشاهده، وتسبيحه آنذاك لا يليق.
وأما التلفزيون، وحكم مشاهدته، فقد سبق الحديث عنه في الفتوى رقم: 1886، فراجعه إن شئت.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني