الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تحفظ القرآن بإتقان وفي فترة وجيزة

السؤال

أنا أعمل من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء وأريد أن أحفظ القرآن الكريم، ولكن لا وقت لدي، فكيف أحفظه مع التمكن في أقصر فترة؟.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا وإياك من أهل القرآن ـ الذين هم أهل الله وخاصته ـ ومن حفظته الذين يتلونه حق تلاوته ويقيمون حدوده كما يقيمون حروفه.

ولتعلم أن حفظ كتاب الله نعمة من نعم الله تعالى يختص بها من يشاء من عباده، ويتطلع للحصول عليها كل صاحب همة عالية يريد أن يرتفع مع السفرة الكرام البررة وأن يستدرج النبوة بين جنبيه وإن كان لا يوحى إليه.

وإن مما يعين الطالب على حفظ القرآن الكريم التوجه إلى الله بإخلاص وصدق نية وصبر وعزيمة، وعند ذلك سيتيسر له حفظه ـ إن شاء الله ـ كما قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ{القمر:17}.

وأن يقتطع من وقته أثمنه فيتفرغ فيه للحفظ والمراجعة ـ ويا حبذا ـ لو كان ذلك من ساعات الليل الأخيرة وما بعد صلاة الفجر، وأن يصحب ـ لذلك ـ شيخاً ماهراً بالقرآن يأخذ بإرشاداته ويصحح عليه كل يوم ما يرى أنه قادر على حفظه ولو كان آية واحدة، ثم يبقى يرددها طيلة يومه ذلك حتى يحفظها حفظاً قوياً راسخاً، ويفعل في اليوم التالي مثل ذلك، وأن يحرص على مراجعة وتعاهد ما حفظه كل يوم ما دامت محفوظاته قليلة، فإذا كثر ما حفظ فليجعله أوراداً يقرأ كل يوم منه ورداً، وليركز على آخر ما حفظ حتى يرسخ، وليستعن على المراجعة بالطلبة..

ولا حرج في الحفظ والمراجعة أثناء الدوام الرسمي بشرط أن لا يكون ذلك على حساب العمل أو يؤدي إلى إخلال به أو تقصير فيه، كما سبق بيانه في الفتوى: 37617، وما أحيل عليه فيها.

ومع بذل الطالب للجهد واقتطاعه من أثمن وقته عليه، وأن لا ينسى الدعاء الدائم بتيسير هذا الأمر وخاصة في أوقات الإجابة.

وللمزيد من الفائدة عن هذا الموضوع المهم انظر الفتاوى التالية أرقامها: 3913، 25821، 123717، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني