الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر في قضاء دين أبيه بعد وفاته

السؤال

توفي أبي وكان عليه مبلغ من المال وتأخرت كثيرا في تسديد المبلغ، لأن المبلغ لم يكن معي كاملا ولم يترك الوالد شيئا يمكن بيعه وتسديد الدين به إلا نصف المبلغ تقريبا والمنزل الذي نعيش فيه، وكنت في الجامعة في هذا الوقت فلم أتمكن من التسديد إلا بعد سفري وعملي بالخارج، وفي الحقيقة هذا الذي يؤلمني أني استخدمت المبلغ الذي تركه في شراء شبكة وفضلت أن أتزوج أولا ثم أسدد دين أبي أدري أني ارتكبت ذنبا لا يعلم عاقبتة إلا الله. فماذا أفعل؟ وللعلم أنا الآن سددت المبلغ وأنفق على إخوتي الصغار منذ توفي أبي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تعجيل قضاء دين الميت واجب إذا كان قد ترك ما يقضى عنه به، لما في التأخير من الإضرار بالميت، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يُقضى عنه. رواه الترمذي وحسنه، وصححه السيوطي.

فكان الواجب عليك أن تسدد ما تيسر لك تسديده من دين أبيك مما ترك لأن ديون الميت مقدمة على غيرها كما سبق بيانه بالتفصيل في الفتاوى: 32939، 21998 ، 26812، 27429 .

أما أبوك فإنه لا حرج عليه -إن شاء الله تعالى- إذا لم يكن قد ماطل في سداد دينه زمن حياته، وإنما يكون الإثم على من أخر القضاء إذا كان الميت قد ترك مالا.

والحمد لله أنك قد قضيت عن أبيك دينه كاملا، وبقي عليك أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره من استعمال ما ترك أبوك في غير محله، ولتكثر من النوافل وأعمال الخير فإن الحسنات يذهبن السيئات، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني