الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دراسة علم النفس والفلسفة

السؤال

هل تعلم علم النفس والفلسفة ودراستهما حرام أم أنهما حلال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما علم النفس فلا شك أن له أصلاً في الشرع، فلطالما تحدث القرآن الكريم وتحدثت السنة النبوية عن النفس الإنسانية، إلا أن علم النفس الذي يدرس حالياً في المؤسسات التعليمية إنما هو مأخوذ من أناس أغلبهم غير مسلمين، ولا يدينون بدين صحيح ومن ثم أهملوا جانب اتصال العبد بربه، وإيمانه به وبقدرته وبقدره، وينظرون إلى الأحداث نظرة مادية مجردة، بالنظر إلى الأسباب دون النظر إلى المسبب، لذلك ينبغي على الدارس والعامل في هذا المجال دراسة الكتاب والسنة، والحذر مما تجره هذه الدراسات من الإنزلاق والمجانبة للطريق المستقيم، وانظر الفتوى رقم: 107885. وأما الفلسفة فقد سبق الكلام عنها في الفتوى رقم: 15514.

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية: ولا يجوز لمسلم أن يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ونحوهما، إذا كان لا يقوى على تمييز حقها من باطلها خشية الفتنة والإنحراف عن الصراط المستقيم، ويجوز لمن يهضمها ويقوى على فهمها بعد دراسة الكتاب والسنة، ليميز خبيثها من طيبها، وليحق الحق ويبطل الباطل ما لم يشغله ذلك عما هو أوجب منه شرعاً، وبهذا يُعلم أنه لا يجوز تعميم تعليم ذلك في دور العلم ومعاهده، بل يكون لمن تأهل له من الخواص، ليقوموا بواجبهم الإسلامي من نصرة الحق ودحض الباطل.

وعلى ذلك فحكم دراسة تلك العلوم وأشباهها يختلف باختلاف حال دارسيها، من العلم بالعقيدة الصحيحة والثبات عليها والتمتع بالعقل الراجح المميز بين الحق والباطل، والقدرة على دحض الشبه والزيغ بالأدلة الصحيحة والنصح للإسلام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني