الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اعتقاد أن الغسل بماء البحر يعجل بتزويج الفتيات

السؤال

سمعت بأن الغسل بماء البحر مفيد من أجل تسريع زواج الفتاة التي تأخر زواجها. فهل هذا الكلام صحيح أم أنه من الشعوذة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا أصل لما ذكر في السؤال، بل هو من الشرك؛ لأنه اعتقاد أن ما ليس بسبب سببا.

قال ابن عثيمين رحمه الله: كل ما ليس بسبب شرعي أو قدري، فيعتبر اتخاذه سبباً إشراكاً بالله. القول المفيد.

وقال أيضا: لأن كل من أثبت سبباً لم يجعله الله سبباً شرعياً ولا قدرياً، فقد جعل نفسه شريكاً مع الله.

وقال عن لبس الحلقة ونحوها: إن اعتقد لابسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله، فهو مشرك شركاً أكبر في توحيد الربوبية، لأنه اعتقد أن مع الله خالقاً غيره. وإن اعتقد أنها سبب، ولكنه ليس مؤثراً بنفسه، فهو مشرك شركاً أصغر لأنه لما اعتقد أن ما ليس بسب سبباً فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سبباً. (القول المفيد)

فعلم من هذا أن إثبات الأسباب المؤثرة وكون الشيء سببا لا بد أن يكون إما من جهة الشرع، وإما من جهة الحس. وهذا ما لا ينطبق على ما ذكر في السؤال.

وإنما على من تأخرت في الزواج أن تأخذ بالأسباب المشروعة، كدعاء الله عز وجل والابتهال إليه والاستعفاف حتى يرزقها الله بفضله ومشيئته بزوج صالح، وراجعي في بعض هذه الأسباب الفتوى رقم: 108364.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني