الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هذا الذكر مشروع في الركوع مطلقا

السؤال

هل ذكر سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة الذي يقال في الركوع والسجود خاص بصلاة الليل فقط أم أنه عام في أي صلاة في ليل أو نهار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الذكر في الركوع والسجود ثابت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج أبو داود وغيره عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ قَالَ ثُمَّ رَكَعَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمْرَانَ ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً ...

وهذا وإن كان قد وقع من النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل لكنه مشروع فيها وفي غيرها لأن الأصل هو أن ما شرع في النفل شرع في الفرض والعكس، وكلام العلماء يدل على عدم اختصاص هذا الذكر بصلاة الليل فإنهم يذكرونه ضمن ما يقال في الركوع والسجود دون تفصيل.

وقد ترجم أبو داود في سننه: باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده وذكر فيه هذا الحديث، وذكره النسائي ضمن باب الذكر في الركوع، وذكره ابن القيم في الوابل الصيب ضمن أحاديث الفصل الحادي عشر في ذكر الركوع والسجود والفصل بينهما وبين السجدتين، وذكره شيخه ابن تيمية ضمن فصل في دعاء الركوع والقيام منه والسجود والجلوس بين الجلستين، وكذا فعل النووي في الأذكار فذكره ضمن ما يقال في الركوع، ثم عاد فذكره في أذكار السجود، وكذا فعل غير هؤلاء من العلماء فذكروا هذا الذكر ضمن أذكار الركوع مطلقا ولم يخصوه بصلاة الليل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني