الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس لا تؤثر على صحة الإيمان ما دام ينفر منها

السؤال

أنا شاب عمري 27 سنة، مريض بالوسواس القهري الكفري، ويأتيني الوسواس الكفري عند التفكير بالشهوة أي عند جماع زوجتي، أشعر أنني أكفر وأنا عندي بعض المعتقدات التي تجلب لي الوسواس، مثل أنني معتقد أن شكل أصابع اليد تشكل كلمة الله، وبهذا دائما أشعر بالاستهزاء بها، مع أن كل الناس يحملون هذه اليد، وأنا الآن متزوج، وفي حيرة كبيرة وأشعر بأن زوجتي حرام علي، ودائما أقول أنا أريد أن لا ألتفت لذلك، لكن أقول في نفسي لازم تعرف أنت على أي أرض واقف، لربما أكون قد كفرت، أنا أريد أن أعرف هل الموسوس يجب عليه أن لا يلتفت لشيء من هذا مهما بدر منه بسبب الوسواس؟ أم يجب عليه أن يعرف كل شيء يخرج منه هل هو بإرادته أم لا؟ وهل إذا كان الشخص المريض يعمل شيئا حراما يجلب له الوسواس الكفري هل يحاسب على ذلك الكفر يعني مثلا ممكن للشخص أن يأتي له الوسواس حال الصلاة أو الوضوء، وهذا يحصل معي لكن أيضا يأتي الوسواس حال النظر إلى المحرمات مثلا أو فعل عملية الاستمناء، فهل هذا يجعلني مؤاخذ به بالكفر؟ هل بهذه السهولة أكفر وأنا أكره الكفر؟ وهل لو خرج مني كفر - أنا أعرف أن الله يقبل التوبة - لكن هل أنا ملزم بتجديد عقد النكاح، وهو شيء مستنكح بالنسبة لي، وأنا عند عقد قراني على زوجتي اختليت بها في غرفة عندنا في البيت، وأغلقت على نفسي بالمفتاح، وكنت أقبلها لكن لم أنو الدخول، فهل هذا يعتبر دخولا؟ حيث في وقت الخطبة أو كتب الكتاب مر معي وسواس شديد عند التفكير بالشهوة، وأشعر أنني كفرت حيث كنت أستمني وقتها، لكن كنت غير راض قلبيا حيث لم ينشرح صدري له، وقاومت ولو كنت أستطيع أن أتخلص منه لتخلصت لكن كان وقتها الحل الوحيد للتخلص هو الامتناع عن الاستمناء ،لكن لم أمتنع، وفي نفس الوقت لا أرغب أن أكفر، لكن الاستمرار بعملية الاستمناء يشعرني بأنني أكفر. المهم الذي حدث هذا لا أعرف هل وقع قبل الدخول أم بعده على اعتبار خلوتي مع زوجتي بعد عقد القران هو يعتبر دخول ويلزم العدة فهل يلزم تجديد عقد النكاح لذلك وأنا استطيع ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك مما نزل بك من الداء، واعلم أن هذه الوساوس لا أثر لها في صحة الإيمان، ما دامت لا تعدو حد الخواطر التي تمر على القلب وهو يكرهها ويرفضها، وقد وجد بعض الصحابة رضي الله عنهم شيئاً من ذلك فشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أو قد وجدتموه، ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم. يريد كراهتهم له ونفورهم منه.

ثم إن علاج هذه الوساوس يكون بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، ومن أكبر ما يعين على ذلك الاستعانة بالله عز وجل، والاجتهاد في الدعاء أن يصرف الله بمنه هذا البلاء، وكذلك مراجعة الأطباء الثقات ليرشدوك إلى الأسباب التي يحسن الأخذ بها، فإن ذلك داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الألباني.

واعلم أن كل ما ذكرته إنما هو أعراض لوسواس قد استحكم أمره واشتد. فلا معنى لما ذكرته عن شكل أصابع اليد وأن فيه استهزاء بالله، ولا موجب لتحريم زوجتك، وليس عليك أن تعرف كل شيء يخرج منك، ومن واجب الشخص أن يترك الحرام، سواء كان يجلب له الوسواس أم لا، ولكنه إذا لم يتركه فإنه لا يكفر بذلك ولو كان الوسواس الذي يجلبه له كفريا.

ولا داعي لتتبع جميع هذه الافتراضات التي افترضتها، فإنها لا تعدو مظاهر من الوسوسة الشديدة. فننصحك بالابتعاد عنها وتجنبها، فإنها مجرد أوهام. فعش حياتك بشكل طبيعي وأرح نفسك.

وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني