الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجاوزي عن هفوات زوجك وعاشريه بالمعروف

السؤال

أنا عاملة متزوجة، ولدي بنت، تعرضت لظلم من حماتي وأولادها، شارك في الظلم زوجي وتشهير بي للجيران والأقارب، وإنكار لكل مساعدة أقوم بها، وكان يعاملني بقسوة وهمجية لا يراعي فيها نفسيتي ولا تعبي حتى عندما ينام معي لا يرحمني ويقسو علي، وعندما أقول له أتالم يقول أنت كبيرة رغم أنني صغيرة في العمر22، كان يتعامل وكأنه غريب عني يعيد كلام أمه لا يدافع عني، وكنت كلما تحدثت معه يعطي لكلامي تفسيرات مختلفة، وطبعا كلامه معي بقسوة وهمجية لا أتحملها، يتغزل بأخته بأنها تفوقني في تدبير البيت رغم أن حياتها مختلفة تماما، وتعيش حياة سعيدة، وزوجها يصرف على البيت، ولا توجد لديها حماة متسلطة، وأنا التي أساعده في مصروف البيت وتسديد ديون الجيزة رغم أننا لم نغل عليه المهر فهو لم يجمع نقودا للزواج؟أيضا يمدح زوجة أخيه، كثيرا تشاجرت معه أكثر من مرة من أجل ذلك، رغم أنها هي الأخرى حياتها سعيدة وزوجها يحبها ويساعدها، ولا يسمح لأحد بإيذائها، عكس زوجي. الكل له الحرية الكاملة في إيذائي، ودائما ينتقدني ويشعرني بأنني أقل من غيري، ومهما فعلت دائما لا أعجبه. وفي النهاية يقول بأنه يحبني كثيرا. لكن بعد الذي حدث أصبحت أكرهه ولا أطيقه ولا أتحمل أي كلمة، أتشاجر معه كثيرا، رغم أنه تغير بعض التغيير، لكن أكرهه بشدة خصوصا عندما أتذكر ما حدث أشعر بخيبة أمل، وأنه لا يرضي عني أبدا، فكرت بأن أتركه وأعود، أتراجع عن رأيي كثيرا، أبكي وكلما بكيت يزداد توتري وهمي أشعر بالاكتئاب والحزن الشديد والرغبة الشديدة في الموت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرت عن زوجك من تصريحه لك بشدة محبته لك، وظهور علامات تغيره نحو الأفضل في معاملتك، كل ذلك يدل على تراجعه عن ما كان منه، وحرصه عليك وتقديره لحسن معاشرتك له وإحسانك إلى أهله ومواساته بمالك.

فينبغي أن يحملك ذلك على التغاضي عن هفواته، والعفو عما مضى من زلاته، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاقه، ولا تفتحي بابا للشيطان ليوغر صدرك عليه، ويزرع كراهيته في قلبك، فالشيطان يسعى للإفساد بين الزوجين والتفريق بينهما بكلّ سبيل.

فعليك أن تعاشري زوجك بالمعروف، وإذا كان يقصر في حقّ من حقوقك فلتتفاهمي معه برفق وتطالبيه بالعشرة بالمعروف، من غير مشاحنة ولا مغاضبة، وإنما ينبغي أن تبادريه بالكلام الحسن وتظهري له المودة والاحترام، فإنّ ذلك أحرى أن يجلب المودة بينكما، ويدعوه إلى مراجعة نفسه فيما فرط فيه من حقوقك.

وننصحك بكثرة الذكر والدعاء فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني