الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوج أملك لزوجته من أبويها

السؤال

هل يجوز لأهل زوجتي الضغط على زوجتي لتذهب للمبيت في بيت أهلها في جدة ونحن نسكن في المدينة المنورة، علما بأنها هي تود الذهاب ولكن ليس بالشكل الذي يريدونه، ولكن نذهب في عطلة نهاية الأسبوع مثلا مع بعض أنا وهي وليس وحدها وأتركها هناك مثلا.
علما بأنني شاب تزوجت من سنة تقريبا ولم أذق طعم الزوجية والله ولا يوم من الأيام إلا في حال سفر أهلها خارج المملكة، فقد وضعوا نفسهم في مكاني، وأصبحوا يطلبون كل شيء بغير رغبتي ولا حتى علمي. ولك على سبيل المثال. طلبوا منها بأن تلد في جدة عند أمها وعندما طلبت زوجتي بأن تلد في المدينة قالوا لها "أنت لا تريدين والدك ولا تريدين أمك التي حملتك في بطنها. مع أنها طلبت من أمها أن تأتي وتكون معها وقت الولادة ولكن لا حياة لمن تنادي.
أصبحوا يطلبون تغيير شكل العباءة، الملابس، التزين من مكياج وغيره، الخروج إلى الأسواق والى المناسبات والعزائم، تكشف على أولاد عمها وأخوالها، أن تتوظف وتباشر العمل في أماكن مختلطة كالمستشفيات.
يا شيخنا الفاضل باعتراف زوجتي أنها كانت كذلك قبل عقد نكاحنا، ولكن الله يهدي من يشاء، فزوجتي تغيرت وصارت تلبس ما يسترها ولا تذهب إلى أماكن الاختلاط كالأسواق وغيرها إلا لحاجة، ولا تريد وظيفة في مكان مختلط، ولكن للأسف كما ذكرت سابقا أهلها لم يرحموها وأنا معها والله، وأصبحوا يرددون أنت غضبية والدين، نحن غير راضين عنك إلى يوم الدين، وصاروا يقولون لي الله يكافيك غيرت بنتنا إلى أسوأ حال، الله لا يوفقك ولا تشوف السعادة في يوم.
شيخي أنا أصبحت أبكي على حالي وحال زوجتي، أصبح الكره يدب بيننا بعد أن كنا عشاقا لا نرى غير المحبة والود، والسبب الوحيد هو تدخل الأهل بشكل عنيف وإجباري وليس خياري، شيخي أصبحت زوجتي لا تنام وأنا أصبحت أكره الجلوس معها من كثرة مشاكل أهلها وطلباتهم ورغباتهم، فلم أجلس معها إلا وتقول لي أمي تريدني أن أفعل كذا وكذا، وأبي يريدني أن أفعل كذا وكذا...
شيخي أتمنى والله أن تنصحني وترشدني أنا وزوجتي وأهل زوجتي، فأهل زوجتي لا يقبلون النقاش في أي طلب يأتي من طرفهم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نص أهل العلم على أن الزوج أملك لزوجته من أبويها، وطاعتها له مقدمة على طاعة والديها، وقد سبق بنا ذكر ذلك بالفتوى رقم: 19419.

ولا يجوز لوالدي الزوجة التدخل في الحياة الزوجية لابنتهما وزوجها إلا على حال يتحقق به الإصلاح، وأما مثل هذا التعسف المذكور والتدخل المشين، وأمرهما ابنتهما بما لا يريده زوجها فلا يؤدي في الغالب إلا إلى الإفساد وسوء العلاقة بين الزوجين، ولا يجب عليها طاعتهما فيه.

فمما ننصح به الصبر عليهما، والاجتهاد في مداراتهما، ونصحهما برفق ولين من قبل من يرجى أن يقبلا نصحه من العقلاء والفضلاء. وننصحك وزوجتك بحسن العشرة بينكما وعدم التأثر بما يحدث من والدي زوجتك، وعليكما بكثرة الدعاء لهما أن يصلح الله حالهما، وذلك ممكن وليس على الله بعزيز، بل إن كل شيء عليه يسير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني