الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إنكار المنكر بالقلب

السؤال

هل يجب علي دائما أن أنكر المنكر. مثلاً لو رأيت منكرا في التلفاز من اختلاط أو نحوه هل يجب أن أقول في نفسي بأن هذا منكر أم يكفي أن أكون أعرف بأن هذا محرم لأني أعرف بأن هذا مثلاً الاختلاط، وخلوة الرجل بالمرأة الأجنبية من المحرمات ويستحيل بإذن الله أن أفعلها. فهل عندما أراها يجب أن أقول في نفسي بأن هذا منكر؟ فأنا أرى منكرات في التلفاز وغيره مثل الاختلاط، فأحيانا لا أقول في نفسي هذا منكر، هذا محرم، لأني أعرف أنه محرم. ما معنى أن أنكر المنكر بقلبي فأنا أحيانا عندما أرى المنكرات لا أحرك ساكنا، ومن لم ينكر قلبه المنكر دل على ذهاب الإيمان من قلبه. فهل ذهاب الإيمان من قلبي لأني لم أحرك ساكنا ؟ أرجوكم أريد إجابة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان المقصود بالإنكار بالقلب وذلك بالفتويين: 120542 ، 1048. وخلاصة ذلك أنه لا بد أن يتضمن أمرين: الأمر الأول: كره هذا المنكر بالقلب، والأمر الثاني: مفارقة مكان المنكر.

ولا يكفي مجرد معرفة الإنسان كون الشيء محرما، بل لا بد أن ينكر هذا المنكر حسب استطاعته.

ومن لا يعلم أن الشيء منكر فأمره أهون ممن يعلم أنه منكر ثم لا ينكره، ومن هذا الباب حصل اللعن لبني إسرائيل كما قال تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * {المائدة:78، 79 }. وقال سبحانه: لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ.{المائدة:63}.

ومن لم ينكر المنكر بالقلب دل ذلك على ضعف إيمانه أي يذهب عنه كمال إيمانه الواجب أو المستحب لا أصل الإيمان، فإنه لا يذهب إلا بالكفر، ولمعرفة المراد بأضعف الإيمان راجع الفتوى رقم: 62001.

ولمعرفة حقيقة الإيمان ومعانيه راجع الفتويين: 12517، 14155

وننبه إلى أنه يجب مراعاة ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي قد بيناها بالفتوى رقم: 36372، والفتوى رقم: 124424.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني