الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيير المنكر إذا لم يقبل أو ترتب عليه ضرر

السؤال

أعمل في شركة يرأسها مديرون مع مجموعة من الموظفين, وقد اكتشفت بالصدفة أن أحد كبار الموظفين الذي حاز على ثقة المدراء ويترأس إدارة المشاريع الخارجية يتلاعب ويقبض مبالغ كبيرة خارجية باسم شركتنا عن طريق الرشوة والسمسرة, وتأكدت مباشرة من بعض الموظفين والعمال ممن يعملون في المشروع وأكدوا لي تلاعب هذا الموظف, فطلبت منهم إخبار المدراء بما حصل وخاصة أنهم هم من كانوا شهودا عليه فرفضوا وقالوا بالحرف الواحد نحن خائفون على رزقنا، وخائفون منه لأنه قادر على أن يدبر لنا مصيبة ويفتري علينا. فأنا من ذلك اليوم وأنا محتارة جدا خاصة أنني أنا الموظفة الوحيدة في هذه الشركة؟ وماذا سيكون موقفي أمام رب العالمين؟ هل أسكت عن الباطل والظلم أم أتكلم وأقول كل شيء خاصة أنني اكتشفت أيضا في الفترة تجاوزات فظيعة وسرقة وفواتير مزورة لهذا الموظف، وأنا الآن أملك المستندات كلها, علما بأن أحد الموظفين ألمح له ببعض تصرفاته فكان الرد يوم الخميس الماضي بتلفيق تهمة لهذا الشاب والنتيجة تسريح الموظف مباشرة من قبل المدير زورا وبهتانا وظلما؟؟؟ هذا عدا عن تحرشاته وتصرفاته اللا أخلاقية التي كان يتصرفها مع الموظفات سابقا ومعي الآن، وأنا لا أستطيع البوح بهذا الكلام حتى لا أضع نفسي بموقف شبهة، علما بأنني أعمل عند أناس عندهم من الاخلاق ومن مخافة الله ما يطمئن. والجميع من الموظفين يعلمون قلة أخلاق وضمير ودين هذا الموظف، وكان سببا مباشرا لترك أكثر من موظف وموظفة عندنا خاصة من يشعر بأنهم كشفوا أمره.هل أتكلم وأقول كل شيء وأترك حرية التصرف لمدرائي؟ علما بأن المدراء عندنا لن يقبلوا بأي تجاوز وستكون النتيجة تسريحه مباشرة؟ أنا خائفة من تلفيق تهمة لي منه وخاصة أنني طول عمري بالشركة لا أتدخل بتاتا بأمر أي موظف ولا أتدخل بأي أمر لا يعنيني؟ هل هذا قطع رزق للموظف المذكور أم إثم وذنب علي عن سكوتي؟أنا خائفة من وضعي بموقف محرج خاصة أن الموظفين الشهود لن يشهدوا معي خوفا منه ولكنني أملك من المستندات ما يفضحه. التجأت في الفترة الأخيرة للدعاء وكنت أدعو دائما اللهم اجعل تدبيره في تدميره واجعل تدميره في تدبيره. هل هذا الدعاء فيه إثم علي ؟ والله لا أحب أن أدعو على أي إنسان وحتى على من ظلمني ولكن هذا الإنسان ظلمني وظلم غيري الكثير الكثير ويتلاعب كما يحلو له وتجبر وتكبر ويعتقد بأنه أكبر من الجميع ولا أحد يقدر عليه؟ سامحوني على الإطالة ولكن أرشدوني جزيتم خيرا ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر لك حرصك على الخير واهتمامك بأمر دينك، وأما ما سألت عنه فجوابه أن من رأى منكرا وجب عليه تغييره بحسب استطاعته كما قال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. وفي رواية: وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل. رواه مسلم.

وعليه، فإذا أمكنك تغيير المنكر دون ضرر يلحقك فعليك تغييره، أما إن خشيت أن يلحقك ضرر أو غلب على ظنك أن لا يقبل منك فحسبك أن تنكري مارأيت بقلبك.

وينبغي أن تعلمي أنه إن كان عملك في الشركة يلزم منه اختلاط محرم بالموظفين أو خلوة بأحدهم ونحو ذلك من المحاذير الشرعية فلا يجوز لك البقاء بها حفاظا على دينك، وقد بينا حكم عمل المرأة، وأن الأولى لها عملها في بيتها ما لم تكن بحاجة إلى المال كما في الفتاوى التالية أرقامها: 5181،66987،10021،3859،522.

ولمعرفة حكم دعاء المظلوم على من ظلمه انظري الفتويين: 54545،20322.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني