الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صبر الزوجة على سوء خلق زوجها لتربية أبنائها

السؤال

أنا أم لأربعة أولاد، متزوجة منذ 14 سنة، ومشكلتي هي كرهي الشديد لزوجي بسبب بذاءة لسانه ـ فهو يهين ويسب دون أن يشعر بالذنب ـ ولسوء معاملته لي في الفراش، كنت أغضب لذلك ونتشاجر، حتى أخبرني أنه لن يتغير، وإن تغير فإلى الأسوأ، فآثرت الاستسلام لتربية أبنائي.
وسؤالي: هل أنا آثمة إذا عشت معه قائمة بواجباتي دون أن يشعر بكرهي له؟ وعندي نية على فراقه بعد أن يكبر أطفالي، وذلك لعدم توفري على دخل آخر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مجرد كرهك لزوجك بقلبك لا يترتب عليه إثم، ولكن كوني على حذر من أن تفرطي في شيء من حقه بسبب ذلك، وإلا أثمت، وراجعي الفتوى رقم: 111567.

ولعلك تؤجرين ـ بإذن الله ـ بسبب صبرك عليه من أجل تربية أبنائك، ونوصيك بالدعاء له بالهداية والصلاح، فإن يصلح كان في ذلك خير لك ولأبنائك، واستمري في مناصحته بأسلوب طيب ما رجوت أن ينفعه النصح، ويمكنك أن تستعيني بمن ترجين أن يكون لقوله تأثير عليه من أقربائك أو أقربائه أو غيرهم من الفضلاء.

وننبه إلى أنه من السوء بمكان أن يطلق الرجل لسانه في زوجته سبا وإهانة، فأين هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.

إلى غير ذلك من النصوص الدالة على الاستيصاء بالأهل خيرا، ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 27182.

وننبه ـ أيضا ـ إلى أنه يجوز للمرأة طلب الطلاق للضرر البين، كما بينا بالفتوى رقم: 99779، ولكن لا ينبغي للزوجة أن تعجل إلى طلب الطلاق حتى تتبين إن كانت المصلحة في الصبر أم في طلب الفراق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني