الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث: إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره...

السؤال

ما معنى حديث: إذا قام حافظ القرآن به في الليل والنهار حفظه، وإذا لم يقم به نسيه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث بهذا المعنى أخرجه الشيخان عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت.

وزاد مسلم في رواية: وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه.

والحديث واضح الدلالة، ومعناه ـ والله أعلم ـ أن القرآن إذا تعاهده صاحبه وواظب على تلاوته لم ينسه، وإذا ترك تلاوته نسيه، قال الشيخ زين الدين عبد الرحيم العراقي ـ رحمه الله: اتفق عليه الشيخان والنسائي من طريق مالك وأخرجه مسلم والنسائي من طريق موسى بن عقبة، ومسلم وابن ماجه من طريق أيوب السختياني، ومسلم وحده من طريق عبيد الله بن عمر ثلاثتهم عن نافع، وزاد في حديث موسى بن عقبة: وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ـ ذكره ـ وإذا لم يقم به نسيه ـ وقوله: الذي ألفه ـ يصدق بأن يألف تلاوته في المصحف مع كونه غير حافظ له، لكن الظاهر أن المراد بصاحب القرآن حافظه ويدل لذلك الزيادة التي أخرجها مسلم وغيره من حديث موسى بن عقبة: وإذا لم يقم به نسيه ـ ولولا هذه الزيادة لأمكن دخول تلك الصورة في الحديث بأن يقال إن غير الحافظ الذي ألف التلاوة في المصحف ما دام مستمرا على ذلك يدل لسانه به ويسهل عليه قراءته، فإذا هجر ذلك ثقل عليه وصار في القراءة عليه مشقة، وقد صرح أبو العباس القرطبي باعتبار الحفظ في ذلك، فقال: وصاحب القرآن: هو الحافظ له، المشتغل به، الملازم لتلاوته. اهـ.

وانظر الفتوى رقم: 62200، عن وسائل تلافي نسيان القرآن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني