الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصفرة والكدرة ومعاودة الدم بعد الطهر

السؤال

أريد أن أسأل سؤالا عن الحيض. ورجاء سرعة الرد لأن رمضان على وشك المجيء.
فأنا والحمد لله عادتي الشهرية منتظمة، وتأتينى كل شهر مدة 9 أيام، وبعدها أرى القصة البيضاء، ثم تنزل سوائل بيضاء لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، ثم تصبح الأمور طبيعية. ولكن هذا الشهر أتاني الحيض لمدة ثمانية أيام فقط، ورأيت جفوف المحل والقصة البيضاء، ثم اغتسلت وصليت، ثم وجدت بعد ذلك فى اليوم التاسع كدرة. فهل هذه الكدرة تعتبر متصلة بالحيض لأني في العادة يأتينى الحيض تسعة أيام وليس ثمانية أيام بالرغم من رؤيتي لجفوف المحل من قبل والقصة البيضاء ؟؟
ثم بعد الكدرة التى وجدتها اليوم التاسع اغتسلت مرة أخرى، وصليت ووجدت السائل الأبيض لمدة يومين أو أكثر، واعتقدت أن الامور قد رجعت لطبيعتها، وقد صمت فى اليوم الحادى عشر واليوم الثالث عشر قضاء عن رمضان الماضي، وفي اليوم الثالث عشر وجدت دما لونه وردى وفيه قطعة صغيرة جدا متجلطة، ولكن ليس له رائحة، ومن بعده كدرات ثم كدرات ومن بعدها صفرات قليلة. فهل هذا يعتبر حيضا أم استحاضة ؟؟
وهل اليومان اللذان صمتهما لا يعتبران صياما لأنهما كانا فى أيام الحيض أم أنها محسوبان لأنها استحاضة ؟؟
وإلى الآن أرى كدرات فهل أنتظر قليلاً ولا أصوم حتى تنتهى الكدرات ورمضان على الأبواب؟ أم أعتبرها استحاضة وأصوم باقى أيام قضاء رمضان الماضى ؟؟
ورجاء سرعة الرد لأن رمضان قرب أن يأتى وأريد الصوم.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهناك بعض الأحكام المتعلقة بالحيض لا بد من بيانها ليتبين لك حكم ما سألت عنه .

أولا : الصفرة والكدرة عند الحنابلة حيض إذا كانت في مدة العادة، وليست حيضا في غير مدة العادة إلا إذا اتصلت بالدم، كما رجح ذلك ابن قدامة، وانظري للمزيد في هذا الفتوى رقم : 117502 ورقم : 134502
ثانيا : أكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما، فإذا انقطع الدم ثم عاد في أثناء الخمسة عشر يوما فهو دم حيض على الراجح، ومن العلماء من يشترط تكرره ليعد حيضا. وانظري الفتوى رقم : 118286 ورقم 100680 لمعرفة حكم الدم العائد ومتى يكون حيضا.

ثالثا :رجح كثير من أهل العلم أن الطهر المتخلل للحيضة طهر صحيح، فلا يجب على المرأة قضاء ما صامته فيه من الصوم الواجب، وانظري الفتوى رقم : 132930 .

رابعا : إذا تجاوزت مدة الدم خمسة عشر يوما مضموما إليها ما تخلله من نقاء فقد صارت المرأة مستحاضة، وقد بينا ما يجب على المستحاضة فعله في فتاوى كثيرة، وانظري الفتوى رقم : 120787 وما أحيل عليه فيها .

وبناء عليه فإن الصفرة التي رأيتها في اليوم التاسع تعد حيضا عند الحنابلة، وقد أحسنت حين اغتسلت منها وفعلت ما وجب عليك، وصومك قبل عودة الدم صحيح لا يلزمك إعادته، وما عاد من الدم في اليوم الثالث عشر محكوم بكونه حيضا، فإن تجاوز اليوم الخامس عشر علمنا كونك مستحاضة، فيجب عليك أن تتحفظي وتتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بوضوئك الفرض وما شئت من النوافل، ثم ترجعين إلى عادتك السابقة إن كانت لك عادة أو إلى التمييز الصالح إن لم تكن لك عادة، إو إلى غالب عادة النساء إن لم تكن لك عادة ولا تمييز صالح على ما هو مبين بالتفصيل في الفتاوى المحال عليها .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني