الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يعطيها زوجها حقها في الفراش

السؤال

عمري 26 سنة، من عائلة مرموقة، درست في جامعة مشهورة دراسات عليا، وقبل سنة تزوجت من شاب 30 سنة، متعلم ومثقف، أحبه ويحبني، وبيننا ود وتفاهم، لكنه يقل من معاشرتي حتى أنه في بعض الأحيان يمكن أن يستمر 3 أسابيع بدون معاشرة زوجية، وفي معظم الأحيان أكون أنا المبادرة وبعد جهد جهيد يستجيب، أنا أحبه وأريده، وهذا يغضبني جدا، المشكله أنه سليم معافى، والحق يقال هو يعمل ساعات طويلة، ولكن حتى في أيام عطلته أحيانا يرفض المعاشره ويتهرب، حتى بعد أن يصل مرحلة الانتصاب، تحدثت معه عدة مرات ولم يتعاون معي أو يبرر موقفه، وعندما يكون مرهقا لا آتي وطري، وأنام بحرقتي مع أنه في ساعات الصفاء ربنا الله ينصفني. أنا لا أشك في حبه لي، ولا أريد الطلاق، لكن هذا الوضع يدفعني إلى أفكار غريبة، حتى أنني لجأت مرتين لممارسة العادة السرية بعد أن تغلبت علي شهوتي، ولا أقول إن شهوتي كادت تدفعني إلى الزنا، فأخلاقني تردعني وحبي له يردعني، ولكنني لم أتمالك نفسي، لا أدري ماذا أفعل، أنا لا أقصر في زوجي، فالله والحمد لله من علي بالكثير من الجمال، حتى أن هذا الجمال يكون في بعض الأحيان سببا لغيرته المتزايدة وحرصه على حشمة لباسي وعلى خروجي ودخولي، والله إني حاولت أن أغريه بشتى الطرق من زينة إلى رقص وغيره، وأنا أتقن هذه الأمور، ولا فائدة كأنني أمام صخرة، وغالبا يحدث له انتصاب ويتهرب من المعاشرة، أفتوني في هذا، فإن الشيطان بدأ يوسوس لي، وعند خروجي ودخولي وحتى بوجوده معي لا يرتدع الشباب عن مغازلتي ومحاولة التقرب مني، مع أنني والله عفيفة شريفة، أستغفر الله على ما سأقول، ولكن أحيانا أفكر لم أنتظر زوجا لا يبالي في حين أن جمالي وعلمي يمكن أن يستجلبا العديد العديد من الشباب والأزواج؟ أصارع نفسي كل يوم، فأنا أيضا أحبه ولا أريد سواه، ولكن أريده....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجماع من أهم مقاصد النكاح لكونه من دواعي العفة والبعد عن الرذيلة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه.

وقد اختلف أهل العلم في حق الزوجة على زوجها من المعاشرة، فأوجبه بعضهم في كل أربعة أشهر مرة، وقال بعضهم: هو واجب على الزوج إذا لم يكن له عذر شرعي.

ففي الموسوعة الفقهية: المنصوص عليه في مذهبي الحنفية والشافعية: أن الزوجة لا حق لها في الوطء إلا مرة واحدة يستقر بها المهر وهذا في القضاء، وأما ديانة فلها الحق في كل أربعة أشهر مرة، لأن الله تعالى جعلها أجلا لمن آلى من امرأته. وقال المالكية والحنابلة : إن الوطء واجب على الزوج إذا لم يكن له عذر. انتهى.

والقول الراجح وهو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية هو وجوب الجماع بقدر حاجة الزوجة وطاقة الزوج كما سبق في الفتوى رقم: 123321.

وبناء على ذلك، فإن كان زوجك على ما ذكرت من عدم إعفافك، وحصل لك ضرر من ذلك، ولا ترغبين في فراقه، فالحل هو أن تبيني له حقك في المعاشرة بالمعروف مباشرة أو عن طريق الأشرطة أو الكتيبات التي تتكلم عن ذلك، فإن استجاب فالحمد لله، وإن لم يفد فيه ذلك واستطعت الصبر على حالته معك فلا حرج عليك في ذلك، وما فيه من الصفات الحميدة الأخرى تعتاضين به عما فاتك من عدم قدرة زوجك على ما تريدين منه أو تقصيره في ذلك، ولا سيما إذا كنت لا تحسين من الصبر على هذه الحالة فتنة أو ترك واجب، كما أن لك الحق في أن ترفعي أمرك لمحكمة شرعية للنظر في تفاصيل حالتك. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 130170.

وما ذكرتِ من حال زوجك لا يبيح الإقدام على العادة السرية فإنها محرمة، وفيها من المفاسد والمخاطر ما لا يخفى. وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 7170

كما أن مغازلة الشباب من الأمور المحرمة وسبب للوقوع في الرذيلة، فيجب عليك البعد عن كل ما يؤدي إليها، ولا يبيحها تقصير زوجك في حقك.

كما لا يجوز لزوجك السكوت على هذا المنكر، لأن من لا يغار على أهله فهو ديوث، وقد ثبت في ذلك من الوعيد الشديد قول النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الديوث، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر.

وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 56653، نسأل تعالى أن يعينك على العفاف والاستقامة، وأن يفرج كربك، ويجنبك كل مكروه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني