الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفطر ولم يعرف هل غربت الشمس أم لا

السؤال

كنت عائدا إلى عمان وشربت على مقربة من حدود الإمارات رغم أني لا زلت داخل حدود السعودية ولا أعرف هل دخل الوقت أم لا، فهل فسد صومي أم صومي صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا اعتبار لما أردت توضيحه من أمر الحدود، والاعتبار في صحة الصوم أو فساده فيما سألت عنه إنما يترتب على درجة يقين الشخص من أن أفطاره قد حصل بعد الغروب أو قبله.
فإذا كنت قد أفطرت بناء على غلبة ظنك أن الشمس قد غربت ولم يتبين لك خلاف ما غلب على ظنك فإن صومك صحيح ولا قضاء عليك, وأما إن أفطرت شاكا في غروب الشمس ولم يغلب على ظنك غروبها فإنه يلزمك قضاء ذلك اليوم لأن الأصل بقاء النهار، ولا يفطر الصائم إلا إذا تيقن الغروب أو غلب على ظنه.

قال ابن قدامة رحمه الله: وإن أكل شاكا في غروب الشمس ولم يتبين فعليه القضاء لأن الأصل بقاء النهار، وإن كان حين الأكل ظانا أن الشمس قد غربت أو أن الفجر لم يطلع ثم شك بعد الأكل ولم يتبين فلا قضاء عليه لأنه لم يوجد يقين أزال ذلك الظن الذي بنى عليه، فأشبه ما لو صلى بالاجتهاد ثم شك في الإصابة بعد صلاته. اهـ.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع: فلا يجوز أن يأكل مع الشك في غروب الشمس، وعليه القضاء ما لم نعلم أنه أكل بعد غروب الشمس، فإن علمنا أن أكله كان بعد الغروب، فلا قضاء عليه، ويجوز أن يأكل إذا تيقن، أو غلب على ظنه أن الشمس قد غربت، حتى على المذهب إذا غلب على ظنه أن الشمس قد غربت، فله أن يفطر ولا قضاء عليه ما لم يتبين أنها لم تغرب. اهـ.

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني