الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث أم العلاء الأنصارية في شأن عثمان بن مظعون

السؤال

سمعت حديثاً عن قول امرأة لولدها: قتل وهو يقاتل شهيد ـ فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم وما أدراك أنه شهيد؟ أرجو الإفادة إن كان صحيحا مع ذكر نص الحديث، ولكم الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعل السائل قد التبس عليه الأمر بين حديثين، فأما الذي هنا، فهو حديث أم العلاء الأنصارية ـ رضي الله عنها ـ عندما توفي عثمان بن مظعون ـ رضي الله عنه ـ وهو أحد السابقين والمهاجرين، وليس ابنا لها، قالت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقالت: بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال: أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري ـ وأنا رسول الله ـ ما يفعل بي؟ قالت: فوالله لا أزكي أحداً بعده أبداً. رواه البخاري وغيره.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك موافقة، لقوله تعالى في سورة الأحقاف: قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ـ وكان ذلك قبل نزول قوله تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ـ لأن الأحقاف مكية وسورة الفتح مدنية بلا خلاف فيهما، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: أنا أول من يدخل الجنة.

وأما التي سألت عن ولدها الذي قتل يوم بدر أفي الجنة هو؟ فهي أم حارثة الأنصارية ـ رضي الله عنها ـ قالت: يا رسول الله قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا فسوف ترى ما أصنع، فقال لها: هبلت، أو جنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في الفردوس الأعلى. رواه البخاري وغيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني