الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجر شخصا لمعاصيه فأظهر التوبة فكيف يعامله

السؤال

سألت من قبل: هل يدخل حكم التهاجر فوق ثلاث ليالٍ لشخص كان على المعصية، فقيل لي هجر جميل خير من مخالطة مؤذية، والآن هذا الشخص يطلب مني أن أعيد الصداقة معه ويقول لي إنه فعل هذا لكي لا يدخل في حكم التهاجر وبدأ بالسلام ويقول إنني إذا لم أسلم عليه، أو حتى يرجع حالنا كما كان، فسوف أدخل في حكم التهاجر وسوف لن يرى الله أعمالي ولن يتقبلها حتى أتكلم معه، فأرجو الرد، لأنني محتار في أمري، وهذا الشخص تغير عما كان عليه في السابق، ولكن لا أضمن هذا التغيير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هذا الشخص قد تاب وأقلع عن معصيته، فلا يجوز هجره لما سبق منه من المعصية، فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، واعلم أن الجمهور لا يشترطون لزوال التهاجر الرجوع إلى الحال الأول قبل التهاجر، وإنما يزول التهاجر بمجرد السلام، قال ابن حجر: قال أكثر العلماء تزول الهجرة بمجرد السلام ورده، وقال أحمد لا يبرأ من الهجرة إلا بعوده إلى الحال التي كان عليها أولاً، وقال ـ أيضاً ـ ترك الكلام إن كان يؤذيه لم تنقطع الهجرة بالسلام، وكذا قال ابن القاسم.

فينبغي أن تترك هجر هذا الشخص ما دام لا يظهر منه منكر ولا يلحقك منه أذى، وإذا عاد إلى المعصية، أو الدعاية لها، أو لم يظهر منه صلاح وتوبة فاهجره وابتعد عنه حتى لا يفتنك مرة أخرى، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 132999.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني