الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القرآن أولا ثم لا بأس بقراءة سير الصالحين وقادة الأمة

السؤال

قصص الصالحين مما يؤثر في النفس ويصنع الهمم العالية، فهل قراءة سيرهم وكتبهم وقصصهم وأقوالهم المأثورة كصلاح الدين، ومحمد الغزالي، وأقوال الأئمة الصالحين، يعتبر تضييعًا للوقت؟ أو هل قراءة القرآن أولى من هذا مع كتب الحديث؟ أم لا بد من التوفيق بينهم؟ لأنني أدرس أحد العلوم التي تتعلق بأخبار الأولين، فأخشى أن تلهيني عن القرآن والحديث، فما رأي الشرع؟
أفتونا مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن قراءة القرآن والحديث خير وأولى من قراءة قصص الصالحين من العلماء والقادة وغيرهم، بل القرآن مليء بقصص الأنبياء وأتباعهم، فالمتدبر للقرآن يجمع فوائد عدة منها التعبد بقراءته والوقوف على قصص الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، لكن قراءة تاريخ الإسلام والمسلمين لا سيما رجالات الإسلام، وقادة المسلمين -كالقائد البطل صلاح الدين- لا يعد تضييعاً للوقت، بل هو استثمار واغتنام للوقت بالعلم النافع، وكما قيل:

اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون الخبر.

ويمكنك أن تقسم وقتك، وتعطي القرآن والحديث حقه من القراءة، كما تعطي علم التاريخ وقصص الأولين حقها، والقرآن الكريم نفسه أرشدنا إلى قراءة قصصهم والوقوف على مواضع العبرة فيها: لقد كان في قصصهم عبرة ـ وقال: واذكر في الكتاب مريم ـ ونحو ذلك من الآيات، وفي الحديث -أيضًا- جاء شيء عظيم من هذا الإرشاد، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: لقد كان فيمن كان قبلكم. ونحو هذه الأحاديث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني