الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرأة التي تخرج للعمل بلا إذن ولا اشتراط قبل العقد تعد ناشزا

السؤال

أرجو منكم المشورة في مشكلة أخي جزاكم الله خيرا: تزوج منذ 7 أشهر، فحملت زوجته بعد شهر من الزواج وأهملت البيت وأهملته، لأنها تعمل، وعمل أخي يومين صباحا ويومين مساء، فكان يأتي البيت وهي تنزل، ثم ينزل وهي عائدة، وله إجازة أربعة أيام في الأسبوع تكون هي في العمل، لدرجة أنه أصبح يذهب إلى بيت أبي وأمي ويجلس معهما هذه الإجازة بدلا من أن يجلسها بمفرده ينتظر عودتها من العمل متعبة ويعد لها الطعام وعدته بترك العمل ووعدته والدتها بذلك أيضا وكل مرة تتعذر بسبب يجعلها لا تتركه، حتى تأكدت من ثبوت حملها بعد الثالث، وصارحته أنها لن تترك العمل ولا تستطيع تركه، وسليطة اللسان، فحدث خلاف بينهما وتجمع الأهل وافترت عليه كثيرا أمام أهلها، واعتذرت له بعد ما ذهبوا، فشعرنا من عمها بعد هذا الخلاف بطمعهم في الشقة التي يسكنون بها، وهي شقة تمليك ويجري تسديد أقساطها من أخي وبمساعدة والدي ولكنها باسم أخي فقمنا ببيع الشقة لأحد أقاربنا وأخبرناها بذلك بحجة تعسر سداد الأقساط وأنه سيتم تأجير شقة أخرى في منطقة قريبة من أبي وأمي وبعيدة عن عملها وعمل أخي، دخلت الغرفة وكسرت كوب زجاجي وأخذت تصرخ مدعية أن أخي يضربها ويريد إجهاضها ونزلت على الدرج تتمايل أمام الجيران، وعملت محضر تمكين من الشقة وتبديد عفش، ومن يومها وهي في بيت أهلها وأخي في بيت أهلي والقواضي بينهم وهذا منذ شهرين تقريبا فأخي لن يرجع إليها أبدا ويقول حتى لو سجنت بهذه القواضي فلن أعود لها والمشكلة في الجنين الذي سيولد بعد شهرين تقريبا، فأمي مشفقة على أخي من هذا الموقف وخائفة من أن يضغطوا علينا به كاختيار سيء وطوال فترة الخطوبة وأخي غير سعيد، وتركها فترة ولكنها ألحت عليه وأهلها بالعودة ووعدته بأن تكون تحت أمره وأنها ستتغير، سبحان الله الذي جعل أخي يستمر هو نصيبه وقدره فقط لا تعلم المشاكل والمصاريف وتعب الأعصاب ومرض والدي بثقب في الشبكية وتم علاجه والحمد لله، كل هذا بسبب هذه الظالمة، لا يريد أحد من الأسرة كلها الرجوع بينهما، فنحن والحمد لله أسرة ملتزمة، والدي وإخوتي دائمان على الصلاة في المسجد ونواظب على قراءة القرآن والحمد لله، ومشهود لنا بالطيبة، ولم نكن نتوقع منها هذا التصرف، وهي وأسرتها يعلمون جيدا طيبتنا وأخلاقنا وأننا لن نظلمهم ولولا هذا لما فعلوا فعلتهم، فما هي حقوقها الشرعية منذ خرجت من بيت أخي؟ وما هي حقوقها حال الطلاق؟ وهل في الطلاق ظلم للمولود؟ وعذرا على الإطالة، وأطلب منكم الدعاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل قرار المرأة في بيتها ولا يجوز لها الخروج للعمل إلا بإذن زوجها ما لم تكن قد اشترطت عليه قبل العقد أن يسمح لها بالعمل، فإن خرجت للعمل بلا شرط وبلا إذن فهي امرأة ناشز، وكذا خروجها من بيت زوجها إلى بيت أهلها بغير إذن نشوز، وقد بين الشرع كيفية التعامل مع الناشز، كما بينا بالفتوى رقم: 1103.

والناشز لا نفقة لها ولا سكنى مدة نشوزها، ولكن إن كانت حاملا فلها النفقة، كما بينا بالفتوى رقم: 15170.

فننصح بالسعي في الصلح بينهما وتحكيم العقلاء من أهل الزوج وأهل الزوجة ليرجعوها إلى بيت الزوجية وطاعة زوجها، فإن فعلت فالحمد لله، وإن أصرت على الرفض فالأفضل أن يطلقها، وله أن يمتنع عن تطليقها حتى تفتدي منه، كما هو مبين بالفتوى رقم: 76251.

وإذا أطلقها كان لها جميع حقوق المطلقة باستثناء ما تنازلت عنه في مقابل الخلع إن كان الطلاق على الخلع وتراجع الفتوى رقم: 58230.

وأما حضانة هذا الطفل إذا وقع الطلاق: فحق لأمه ما لم تتزوج، أو يقم بها مانع من موانع الحضانة، كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 26107.

ولم نفهم المقصود بالتمكين من الشقة، فإن كان المقصود أن تكون ملكا لها والحال ليس كذلك فلا يجوز لها ذلك ولو حكم لها بها ظاهرا، قال تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ {البقرة:188}.

ولم نفهم كذلك المراد بتبديد العفش، ولكن على وجه العموم فإن أثاث بيت الزوجية فصلنا القول فيه بالفتوى رقم: 9494.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني