الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المانع من تأثر القلب بالقرآن

السؤال

يا شيخ أنا كنت اقرأ سورة ثم تذكرت حاجة أضحكتني، ولكن هي لا تتعلق بالسورة أو بشيء من الدين، فتبسمت بسبب ذلك.
سؤالي: هل يعتبر هذا استهزاء أو استخفافا بالدين والعياذ بالله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يعتبر هذا من الاستهزاء بالدين ولا من الاستخفاف بشعائره، ولكنه فقط ينافي ما ينبغي أن يكون عليه قارىء القرآن من حضور القلب وعدم الانشغال عن التلاوة، فإن من غفل عن التلاوة ولم يحضر فيها قلبه لا يكاد ينتفع بالقرآن.

يقول ابن القيم رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " [وقوله (أو ألقى السمع ) أي وجه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام، وقوله (وهو شهيد) أي شاهد القلب حاضر غير غائب. قال ابن قتيبة: استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم ليس بغافل ولا ساه، وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له والنظر فيه وتأمله، فاذا حصل المؤثر وهو القرآن والمحل القابل وهو القلب الحي ووجد الشرط وهو الإصغاء وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلي شيء آخر حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر] انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني