الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك البيت دون إذن الزوج لا يشرع واحترام أبيه من احترامه

السؤال

أنا متزوج منذ سنة وشهرين تقريبا وكنت خاطبا زوجتي قبل ذلك بأربع سنوات وكنت متفقا معهم أن الخطوبة سنتان وكنا سنقيم في منزل الوالد في الدور الأرضي ولكنهم لم يوافقوا على السكن في الدور الأرضي فقلنا ننتظر وندخل في الدور الثاني عند الانتهاء من بنائه ـ إن شاء الله ـ وتم والحمد لله وتزوجنا وكنت قد اشترطت عليها أنها ستذهب إلى والدتي لمساعدتها في أعمال المنزل، حيث إن هذا هو العرف في العائلة عندنا وقلت لها هذا أمام والدها ووالدتها، حيث قلت لها إن عدم حدوث هذا الأمر سيحدث مشاكل بيني وبين أهلي، فأنا موظف لن أستطيع أن أسكن في مكان آخر غير بيت والدي، وقد قلت لها إن والدي سهل جدا أن تكسبي وده بالطاعة ولكن عندما يتحدث معها في شيء تجادله كثيرا فأصبح والدي يضيق ذرعا بذلك، ففي أول الأمر كان كل شيء تماما حيث أصبحت تقول إن خدمتهم ليست فرضا عليها وبدأت المشاكل وحدثت مشادة كلامية بيني وبينها وتركت المنزل بدون إذني وهي الآن عند والدها وكنت قد ذهبت لأرجعها فاشترط أهلها أن تذهب إلى والدتي يوما واحدا في الأسبوع فرفضت، وقد رفعوا الآن قضية حيث تريدني أن أنفق عليها وهي عند والدها فقلت لها ارجعى لبيتك وأنا المكلف بالإنفاق عليك، فما الحل؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا الراجح لدينا في حكم ما إذا اشترط الزوج على زوجته خدمة أمه ووافقت على هذا الشرط في الفتوى رقم: 149771.

وعلى كل، فلا يجوز للزوج وأمه أن يستغلوا مثل هذا الشرط في إذلال الزوجة وتكليفها ما لا تطيق، ونوصي بأن تسود المودة وحسن العشرة بين الزوجة وأهل زوجها، ولا يلزم الزوجة أن تسكن مع أهل الزوج على وجه تتضرر به ويلحقها منه الحرج, بل من حقها على زوجها أن يوفر لها مسكنا مستقلا بمرافقه ولو في داخل بيت العائلة, وانظر الفتوى رقم: 66191

وينبغي على الزوجة أن لا تكثر من مجادلة أبي زوجها, بل الأولى أن تلزم معه الأدب لكونه أولا أكبر منها سنا ثم لكونه صهرها, واحترامها له احترام منها لزوجها، ولا يجوز لها الخروج من بيت زوجها إلا لمسوغ شرعي, فإن خرجت بغير إذنه فهي ناشز تسقط عنه نفقتها مدة نشوزها ما لم تكن حاملا كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 106833

وأما كيفية معاملة الناشز فتجدها بالفتوى رقم: 1103.

وننصح بتحري الحكمة في حل هذه المشكلة وتوسيط أهل الخير والفضلاء من الناس عسى الله أن يوفق إلى جمع الشمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني