الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحبيب النساء باللباس الشرعي

السؤال

قريباتي غير ملتزمات ويرتدين ملابس غير شرعية كالبنطال، ولا يعجبهن ارتدائي للنقاب، ويقلن لي إنك ما زلتِ صغيرة فلماذا ترتدين الأسود؟ فكيف أحببهن في اللباس الشرعي وأثبت على ما أنا عليه ولا أتأثر بهن؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، ويكفيك شر نفسك وشر الشيطان وشركه، ثم اعلمي أن الأجر على قدر المشقة، وكلما زادت غربة هذا الدين عظم أجر المتمسك به، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله. رواه الترمذي وابن ماجه وأبو داود، وزاد: قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلاً منا، أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم. صححه الألباني.

وينبغي أن تكون أمهات المؤمنين والصحابيات الكريمات هن القدوة في هذا الباب، فقد قال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة:100}.

فمن أراد أن يتبعهم بإحسان فليقرأ ما قالته أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها: يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: وليضربن بخمرهن على جيوبهن ـ شققن مروطهن فاختمرن بها. رواه البخاري.

قال ابن حجر: فاختمرن أي غطين وجوههن، وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع. انتهى.

وقالت عائشة أيضاً: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد. متفق عليه.

وعن أم سلمة قالت: لما نزلت: يدنين عليهن من جلابيبهن خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية. رواه أبو داود وصححه الألباني.

والأكسية جمع كساء، شبهت الخمر في سوادها بالغراب، كما في عون المعبود.

وأما مسألة صغر السن: فلا أثر لها في طاعة الله تعالى والالتزام بشرعه، فإن الفتاة إذا بلغت صارت مكلفة شأنها شأن سائر النساء، ولتحتسب السائلة في ذلك أن تكون ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه..... الحديث. متفق عليه.

وكذلك الشابة إذا نشأت في طاعة الله والتزمت بشريعته منذ صغرها تنال هذه الفضيلة العظيمة، فإن النساء شقائق الرجال.

ثم ننصح الأخت السائلة بالبحث عن الصحبة الصالحة من أخوات فاضلات يُعنها على الثبات والاستقامة، ونوصيها كذلك بالحرص على طلب العلم وكثرة المطالعة في كتب الترغيب والترهيب والرقائق وتدبر القرآن والتفكر في أحوال الآخرة ومصير الطائعين والعصاة، فإن لذلك أعظم الأثر في الثبات على الحق ولا تنسي الاستعانة بالدعاء وإقامة الصلاة وإدمان ذكر الله، كي ينشرح صدرك، ولا تكترثي بمن يصدك عن طاعة الله، قال الله تعالى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ* وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ {الحجر:97-98-99}.

وأما مسألة تحبيب قريباتك في الحجاب: فإن ذلك يكون أولاً بثباتك عليه والتزامك به، ثم بحسن خلقك بحيث تكونين قدوة حسنة لهن، ثم بدعوتهن بالحكمة والموعظة الحسنة, وبيان أدلة وجوب الحجاب وعقوبة التبرج وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 4470، 116942، 33755، 115873.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني