الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إجابة الدعاء قد تتحقق بغير المطلوب

السؤال

كنت على علاقة بشاب والحمد لله ربنا منّ علي بالتوبة وبعدت عنه ابتغاء لمرضاة الله عز وجل، ولكن قلبي ليس بيدي فهو ملك خالق الكون ما زال معلقا بهذا الشاب وأدعو الله وأنا على يقين تام بالإجابة أن ربنا سيجعله زوجا صالحا لي ويجمعني وإياه في الدنيا في طاعة ربنا وفي الآخرة في الفردوس الأعلى، والحمد لله أتحرى أوقات الإجابة للدعاء وعندي يقين كبير بالإجابة من الله عز وجل، ويقيني هذا يجعلني أنتظر وقتا من الله يأذن إن شاء ويجيب دعائي ويجعل هذا الشخص زوجا صالحا لي، وفي ذات الوقت تقدم لي أكثر من شخص للزواج ورفضت، لأن عندي هذا اليقين أن الله سوف يقبل دعائي هذا، وما هذا إلا اختبار لو كان يقيني بالدعاء ضعيف أقبل من الزواج بغيره مثلاً، ولكن عندي يقين بقدرة الله عز وجل ووعده الحق بإجابة دعوة الداعي إذا دعاه، فهل اعتقادي هذا فيه شيء خطأ؟ أنا أعرف أنه من الأفضل أن لا أدعو بشيء بعينه أنا الحمد لله أرضى بقضاء الله، ولكن أيضاً أؤمن بقدرة الله على إجابة الدعاء فهو القائل: ادعوني استجب لكم ـ سبحانه عز وجل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بتوبتك من علاقتك بهذا الشاب وحرصك على مرضاة ربك والوقوف عند حدوده، أما دعاؤك بأن يجعله الله زوجاً لك فلا حرج عليك في ذلك، لكن ثقتك في إجابة الله لدعائك لا تتعارض مع قبولك للزواج بمن يتقدم إليك ممن ترضين دينه وخلقه، فإن إجابة الدعاء لا تكون بالضرورة بتحقق المطلوب، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر. رواه أحمد.

فننصحك بقبول من يتقدم إليك من الأكفاء وأن لا ترديه، لأن إجابة الدعاء ـ كما قدمنا ـ لا تستلزم تحقق المطلوب نفسه، ولأن لها شروط لا بد من توفرها، ولها موانع لا بد من الخلو منها حتى تتحقق الإجابة، وإذا كان هذا الشاب صالحاً مرضي الخلق والدين فلا حرج أن تطلبي منه التقدم لخطبتك من وليك، وفي الحديث: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

ولكن احذري أن يكون في ذلك إعادة لما انقطع من العلاقة المحرمة والانتكاسة في التوبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني