الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الزوج الذي لا يتحدث مع زوجته وأهل بيته

السؤال

ما حكم الزوج الذي لا يتحدث مع أهل بيته من زوجته وأولاده وكنته منذ مدة، ولا ينفق عليهم، ثم سافر إلى الخارج، ولم يعلم عائلته، وزوجته مضطرة للخروج بسبب مرضها ومرض ابنتها ولقضاء حاجيات العائلة. مع العلم أنها تخرج مع أولادها الرجال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ويقوم بحقه الذي أوجبه الشرع ، ومن ذلك أن ينفق الزوج على زوجته بالمعروف، ولا يجوز له أن يهجر زوجته وأولاده في الكلام فوق ثلاثة أيام، حتى وإن كان ذلك عقوبة للزوجة، فإنما يجوز له هجرها في المضطجع.

قال ابن قدامة : " ..... فأما الهجران في الكلام فلا يجوز أكثر من ثلاثة أيام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ] الكافي في فقه ابن حنبل - (3 / 92)

كما أن من حق الزوجة على زوجها ألا يغيب عنها فوق ستة أشهر من غير عذر كما بيناه في الفتوى رقم: 10254.

فالزوج الذي لا يقوم بواجبه تجاه زوجته وأولاده آثم. فقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته.

أما عن خروجك لقضاء حاجاتك من غير إذن زوجك فلا حرج عليك فيه ما دمت محتاجة له.

قال الرحيباني:" وَيَحْرُمُ خُرُوجُهَا أَيْ الزَّوْجَةِ : بِلَا إذْنِهِ أَيْ : الزَّوْجِ أَوْ بِلَا ضَرُورَةٍ كَإِتْيَانٍ بِنَحْوِ مَأْكَلٍ لِعَدَمِ مَنْ يَأْتِيهَا بِهِ " مطالب أولي النهى - (5 / 271) ، وانظري الفتوى رقم: 95195 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني