الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أذان الصبي غير البالغ...رؤية شرعية

السؤال

ألاحظ في بعض المساجد الصغيرة، والمقامة أسفل العمارات السكنية، أن من يرفع أذان الصلاة في أغلب الأوقات، أطفال في سن الثامنة، حتى الثالثة عشر، وفي البعض الآخر يرفع الأذان أي شخص من العابرين على المسجد، وذلك لعدم وجود إمام مقيم، أو حارس للمسجد، فما صحة ذلك وشرعيته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز أن يكون المؤذن صبياً، مميزاً، غير بالغ عند الحنفية والشافعية والحنابلة، وهو الصواب، ودليله أن عبد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك، كان يؤذن وهو غلام لم يحتلم، وكان ذلك دون إنكار من جده أنس بن مالك رضي الله عنه، ولا من غيره، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وهذا مما يظهر ولا يخفى، ولم ينكر فيكون إجماعاً.

وذهب المالكية إلى أنه لا يصح من صبي مميز، إلاَّ أن يعتمد فيه، أو في دخول الوقت على بالغ.

ووجود مؤذن وإمام راتبين، لا شك أنه هو الأفضل، لكن إذا لم يوجد أحد منهما، فلا مانع أن يؤذن أي مسلم، ممن لم يقم به مانع من الأذان.

وعليه، فهذا العمل الذي ذكرت، لا حرج فيه؛ وإن كان الأولى أن يرتب لكل مسجد مؤذن، تتوفر فيه الشروط المطلوبة في المؤذن، ثم إننا ننبه إلى أمر مهم وهو أن مذهب المالكية في هذه المسألة -وإن قل القائلون به من غيرهم- مذهب له حظ كبير من النظر، فإن أذان المؤذن يعتمد عليه الناس في صومهم وصلاتهم، فلا ينبغي أن يوكل إلى غير بالغ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني