الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد أن يحج بأمه صحبة زوجته وتأبى امرأته تجنبا للمشاكل

السؤال

تلقيت أذى كثيرا من أهل زوجي وخاصة والدته وصبرت وتحملت فبارك لي زوجي حسن خلقي ولم أسلم حتى الآن من الأذى بالقول والفعل والرسائل ولم أرد على ذلك قط، ولكن تجنبت أهله تماما وتركت له هو مودتهم والتراحم معهم ووعدني بأن أحج هذا العام مكافأة لي على ما تحملت على مدار عامين من الأذى والمفاجأة يريد أن يجلب أمه لتحج معي، كرهت منه ذلك وهو يعرف الشقاق الذي بيني وبينها وأني كم أكرهها وأن من حقي اختيار الصحبة التي تعين على العبادة وما يضمن لي أن يمر الحج بدون مشاكل، اقترحت عليه أن يؤجل حجتها للعام المقبل فرفض وقال هي أحق منك بصحبتي قلت له هي سليمة ومعافة وليس بها شيء كما أني سوف أكون برفقتك في السعودية وهي بمصر فكيف أكون قريبة من الحج ولا أحج، كما أنه يريد تهريبها وتجلس من الزيارة إلى الحج وسمعت أن هذا لا يصح، فهل عليه شيء إذا حججت أنا أولا؟ وهل في تأجيل حج أمه للعام القادم شيء من حرام، أو عقوق؟ أليس من حقي اختيار الصحبة التي تعين على التقوى في الحج؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجب على الرجل إحجاج أمه, ولا يأثم بتأخير ذلك, وأحرى أن لا يجب عليه إحجاج زوجته, لكن ذلك كله من البر والإحسان, ولا شك أن الأم تقدم في ذلك على الزوجة, فإن حق الأم على ولدها عظيم, وانظري الفتوى رقم: 45281

فالذي ننصحك به أن تعيني زوجك على المبادرة بإحسانه لأمه وإعانتها على أداء الحج, واصبري على صحبة أمه في الحج, فإن لك في ذلك أجرا عند الله, واعلمي أن من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم, وإعانته على بر والديه وصلة رحمه, كما أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان, قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني