الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة من أخذ أموال الناس بغير حق

السؤال

لدي مشكلة تتعبني كثيرا : وهي أنني كنت أعمل في إحدى المحلات التجارية الكبرى، وكنت أعمل فيها مسؤولا عن الخزينة، وقد أغواني الشيطان ومددت يدي إلى هذه الخزينة لأيام وشهور متتالية. والحمد لله والشكر له على إعانتي على التوبة، فقد تبت إلى الله وندمت على ما فعلت ندما شديدا، وعزمت على عدم تكرارهذا الأمر أو فعل أي من هذه المحرمات مرة أخرى، وأكثرت من دقاتي وما زلت أكثر منها على قدر استطاعتي. ولكن المشكلة الكبرى هي أنني قد أخذت الكثير من المال ولا أستطيع رده، لذا أسأل الله العفو والمغفرة والرحمة، وأسألك ياشيخ أن تساعدني وترشدني لما أفعل . لأنني التزمت والحمد لله وهذا الأمر يشعرني بالذنب الشديد والألم وعدم الراحة كلما يخطر على بالي. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فالحمد لله الذي من عليك بالتوبة ووفقك للإقلاع عن هذا الذنب العظيم. ثم إن توبتك لا تكمل ولا تستوفي شروطها إلا برد الحق لمستحقه أو استحلاله منه، فعليك أيها الأخ الكريم أن تجتهد في رد ما سرقته من المال لمستحقه ولو على مرات كلما تيسر لك شيء من المال رددته إليهم، ويمكنك أن تقترض لوفاء هذا الدين المستقر في ذمتك حرصا على تكميل التوبة وإبراء الذمة، فإن عجزت عن رد المال المسروق فعليك أن تستحل أصحاب هذا المحل بأن تخبرهم أن في ذمتك لهم كذا وكذا من المال، فإن أحلوك فالحمد لله، وإلا فاكتب لهم ما توثق به هذا الدين عليك فتوفيهم إياه عند قدرتك، فإذا فعلت هذا فقد فعلت ما وجب عليك؛ لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، واعلم أن مبادرتك بدفع هذا الحق لمستحقه أولى من صدقة التطوع فإن ذمتك لا تزال مشغولة بهذا الحق حتى توفيه أصحابه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني