الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز للمرأة الامتناع عن تلبية رغبة زوجها ولو كان فاسقا مالم تتضرر

السؤال

إذا كان الزوج فاسدا، ويحرض زوجته على الرذيلة، فهل الامتناع عن تلبية حقوقه الشرعية يحاسب عليها الله وتبيت تلعنها الملائكة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فإن الزوج الذي يحث زوجته على فعل الرذيلة زوج منتكس الفطرة مخالف للشرع، فالرجولة تأبى مثل هذا الفعل، والشرع يعد مثل هذا ديوثا، وهو الذي يقر الفاحشة في أهله، فكيف إذا كان يحرضهم عليها، فلا شك في أن هذا غاية في الغواية والضلال. وراجعي الفتوى رقم: 56653، وهي في التعريف بالديوث وعقوبته.

ومع ما ذكر من فساد وإفساد هذا الرجل إلا أنه لا يجوز للزوجة الامتناع عن إجابته إذا دعاها إلى فراشه لمجرد كونه فاسدا، أو أنه يحرضها على الرذيلة، فإذا امتنعت والحالة هذه فإنها تستحق الوعيد المذكور بالحديث، وهو لعن الملائكة لها، نعم إذا تبين لها أنه مريض مرضا يضرها وتتأذى به، فلها حينئذ أن تمتنع عن إجابته دفعا لذلك الضرر. وانظر الفتوى رقم: 132229.

ولا يجوز لها أيضا طاعته في معصية الله تعالى، بل يجب عليها نهيه عن ذلك المنكر، فتنصحه بلطف ولين وحكمة وموعظة حسنة، وتذكره بالله وتدعوه إلى التوبة، وتدعو له بخير، فلعل الله يرزقه توبة نصوحا، فإن تاب فالحمد لله، وإلا فلتفارقه غير مأسوف عليه، فتطلب الطلاق ولو في مقابل عوض، فلا خير لها في البقاء في عصمة مثله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني