الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كراهية الابنة لأمها بسبب سوء معاملتها

السؤال

أنا شابة في الرابعة والثلاثين من عمري لم أتزوج بعد، وسؤالي هو أنني أكره أمي كرها شديدا، فهي طول عمري تؤذيني بالنقد والكلام اللاذع عن كل تصرفاتي حتى الدينية منها، فيوم أن تحجبت قامت الدنيا ولم تقعد لولا إصراري على الحجاب، وتسخر من سلوكي الديني ومن سلوكي الدنيوي كل الوقت، فتقريبا لا أفعل شيئا يعجبها أبدا، فهي إنسانة متطلبة تماما وتصر أن تكون تصرفات كل من بالمنزل كما تطلبها هي حتى أبي لا يسلم من هذه الطريقة في التعامل وهو مع ضعف شخصيته يترك لها الحبل تتصرف كما يحلو لها، والمشكلة الآن أنني لم أعد طفلة لأتحمل هذا السلوك من أمي، ولا أقبل أن يغضب الله علي بسبب أمي وأريد ألا أكون عاقة لها، ولكنني مع شخصيتها هذه لم أعد أعرف طريقة تصلح لطلب رضاها، فهي طول الوقت غير راضية بأي شيء حتى عدم زواجي لا تفهم أنه نصيب ورزق من الله وتحملني المسئولية كاملة وكأنني أنا السبب، وآسفة على الإطالة ولكنني لا أعلم ماذا أفعل معها مع مشاعر الكره الشديدة التي أحملها لها منذ فترة ليست بالقصيرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت أمك بهذه الصفات التي ذكرت فهي ظالمة لك، ولكن ذلك لا يبرر الإساءة إليها أو التقصير في برها والإحسان إليها فإن حق الأم عظيم ومهما كان حالها فإن حقها في البر لا يسقط، فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 103139، 101410، 68850.

فعليك بالاستعانة بالله والاجتهاد في برها والإحسان إليها والدعاء لها وعدم الاستسلام لمشاعر الكراهية نحوها، والنظر إلى الجوانب الطيبة في سلوكها، وما جعل الله لها من الحق لما لاقته في الحمل والوضع والتربية في الصغر، والحرص على طاعتها في المعروف، أما إذا أمرتك بمعصية أو بما لا تطيقينه فلا طاعة لها، وانظري الفتوى رقم: 76303.

واعلمي أنك إن التزمت حدود الله في معاملتها، فإنه لا يضرك كراهيتك لها أو عدم رضاها عنك، لكن ننبهك إلى أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ { فصلت:34}.

فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما؟.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني