الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس كل ما ورد في فضائل السور ضعيفا

السؤال

بارك الله فيكم وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم ونفع بكم الأمة، وسؤالي يتعلق بما يفضل بعض سور القرآن الكريم وأنا أعلم جيدا أن كل القرآن الكريم بركة وأنه فضل من الله سبحانه وتعالى علينا لكنني أود السؤال هل صحيح أن لبعض السور الكريمة فضلا كما يقال بأن من قرأ الواقعة في ليلة لم تصبه فاقة أبدا، وأن الملك أو تبارك لها فضل بأنها تؤتس صاحبها في القبر أو تمنع عذاب القبر وما إلى ذلك مما يقال؟ فقد سمعت حديثا أن بعض الشيوخ قد قالوا بأن هذه محض ادعاءات وأنه لا توجد أحاديث صحيحة تدعم هذه الأقوال وإنما قيلت لأن القرآن الكريم قد تم هجره في فترة من الأزمنة وأنهم أرادوا أن يعود الناس إلى قراءة القرآن فقاموا بقول هذه المعلومات، وإن كان ما يقوله هذا الداعية صحيحا أليس في هذا كذب وتدليس وإن أريد به خير؟ أعتذر عن الإطالة ولكنني منذ سمعت هذه المعلومات وأنا في حيرة، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قدمنا في الفتوى رقم: 124798، أنه ثبتت عدة أحاديث في فضائل بعض السور ومنها سورة الملك، كما بينا في الفتويين رقم: 27354، ورقم: 13140، بعض ما ورد في فضل الواقعة وبينا صحيحه من ضعيفه.

وبهذا يعلم بطلان إطلاق القول بضعف جميع ما ورد في فضائل السور، ولكنه قد ذكر بعض المحدثين أن بعض الزهاد وضعوا جمعا من الأحاديث لترغيب الناس في القرآن يدعون خدمة الدين بذلك وفي مثلهم يقول صاحب طلعة الأنوار في كلامه عن الحديث الموضوع:

وهو مكذوب به على النبي * لا ترو أوتعمل به بل جنب

دون بيان شر من له انتسب *من أظهر الزهد وبالوضع احتسب.

وقد ذكر السيوطي ـ رحمه الله ـ في تدريب الراوي ما نصه: روى الحاكم بسنده إلى أبي عمار المروزي أنه قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم من أين لك: عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة، وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟ فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة. اهـ.

فلعل أمثال هؤلاء وموضوعاتهم هو ما قصد من ذكرت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني