الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منهج يومي يسير عليه الفتى ليستقيم على الإيمان ويتجنب العصيان

السؤال

سماحة الشيخ أسألك بالله أن تدعو الله لي و لشباب المسلمين جميعا بصلاح الحال.
يا شيخ أنا شاب عندي 16 سنة، بلغت وأنا في سن ال12 سنة، ومنذ ذلك الوقت و أنا أمارس العادة السرية، لكن منذ سنتين أجاهد نفسي، والله يا شيخ أحاول بكل الوسائل لكن أقصى ما أتعداه هو 6 أو 5 أيام دون ممارستها، و غير ذلك، أنا محافظ على الصلاة و أحيانا أصلي أربع ركعات قيام، و أدعو الله و أبكي كثيرا، والله يا شيخ يعني تعبت أحاول يعني الحمد لله انخفض معدل ممارستها من 6 مرات باليوم إلى كل 7 أيام مرة لكن والله غصب. يعني أنا أدعو وأتوسل وأبكي وأتوب ولكن لا حياة لمن تنادي وقت المعصية، ولقد عزمت النية منذ رمضان المنقضي لكن للحين ما استطعت أتركها 10 أيام متتالية. يعني أنا تقريبا كثير الذكر لله و أذكر إخواني وأقرأ سورتي الدخان و تبارك كثيرا، ولا أترك المسواك، وأدعو والله بعد الصلاوات، وآمر بالمعروف وأذكر إخواني بالموت ولكن كأن قلبي يلين طوال ال6 أيام ثم لحظة الممارسة يصير كقوله تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوة . وأعرف التقصير من عندي لكن أنا ضعيف الحيلة. والله يا شيخ أردت أسألك سؤالين "النظام سؤال واحد لكني أطمع في كرم سماحتكم"
السؤال الأول: أريد من سماحتكم نظاما يوميا، وأرجو ألاّ تحولني إلى فتوى أخرى لأني تقريباً قرأت معظمها، يعني لكي أترك العادة السرية لكن يا شيخ لا تقول لي أكثر من الصلاة و قراءة القرآن والذكر. يعني أكيد الحل فيهم لكني أريد نظاما يوميا يعني تقول لي "بعد صلاة العصر افعل كذا لمدة كذا، بعدين ترجع البيت تذاكر، بعدين تسوي كذا ولا تجلس على الكمبيوتر ،كذا ،كذا" يعني نظام أقوم باتباعه كلمة بكلمة.
السؤال الثاني: هل أؤجر على محاولاتي لتركها مع أني منذ سنتين أحاول؟
أكرمكم الله و عظم مثواكم وآسف على الإطالة لكني تعبت وصلت لدرجة أحيانا أحس أني قد خرجت من الملة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعينك على ترك هذه المعصية وأن يعيذك من شر نفسك، وأنت على خير عظيم ما دمت تجاهد نفسك الأمارة بالسوء، واعلم أن من أدمن طرق الباب ولج، فأكثر من الدعاء واستمر في المجاهدة وسيعينك الله بمنه وكرمه، وأنت مأجور إن شاء الله على مجاهدتك لترك المعصية، وأهم ما ننصحك به لزوم صحبة أهل الخير وترك صحبة البطالين، وألا تخلو بنفسك كثيرا وألا تشاهد أو تسمع ما عسى أن يحملك على هذه المعصية، وأما النظام اليومي فنحن نقترح عليك أن تستيقظ قبل الفجر بمدة حسب ما يتيسر لك فتصف قدميك بين يدي ربك وتدعوه وتتضرع له، ثم تستغفر الله، فإذا حان وقت الصلاة فاذهب إلى المسجد وأد الصلاة في جماعة، ثم امكث في المسجد حتى تطلع الشمس حسنة ثم قم فصل ركعتين، ثم ارجع إلى بيتك فتهيأ لشأنك إن كنت بصدد الذهاب لمدرسة أو غيرها، مع الحرص على ذكر الله في أثناء ذلك، وتجنب اللغو والإعراض عن صحبة من لا تنفع صحبتهم وتحرص على أداء الصلوات في جماعة، وبعد العصر تحرص على الإتيان بأذكار المساء لا تخل بها، واقض بقية نهارك في استذكار دروسك وأداء واجباتك، وإذا كان عندك وقت فراغ فاسمع فيه شيئا من المحاضرات الدينية النافعة التي ترقق القلب وتقبل بك على الله تعالى، ولو أمكنك أن تحضر شيئا من هذه المحاضرات فهو حسن. فإذا صليت العشاء وراتبتها فإن كان بقي عليك من دروسك أو واجباتك شيء فاقضه ثم احرص على النوم مبكرا، ولا تستعمل الحاسوب وتطالع النت إلا لحاجة داعية إلى ذلك، واحرص على أن تكون مطالعتك للنت بمحضر من أسرتك لئلا يزين لك الشيطان مطالعة ومشاهدة ما لا يحل. والله المسؤول أن يرزقك توبة نصوحا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني