الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعين لا يكفر إلا بعد إقامة الحجة عليه

السؤال

هناك أغاني عندنا في مصر فيها ذكر للمدد، فهل يكفر هؤلاء المغنون؟ علما بأنهم في مصر أي بين المسلمين؟ وما حكم من يعتبر نفسه عاشقا لهذا المغني وهو يعلم أنه قد غنى هذه الأغنية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كثرت أسئلتك المتعلقة بهذا الشأن، وقد حذرناك مرارا من التمادي مع الوساوس ومن الغلو في هذا الباب فإنه يفضي إلى شر عظيم، ولا يكفر من يغني هذه الأغاني بعينه، لأن كثيرا من الناس جهال بمعنى هذه الكلمات، ومنهم من يجهل حكمها الشرعي وأن طلب الدعاء من غير الله كفر، والقاعدة أن المعين لا يكفر إلا بعد إقامة الحجة عليه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني: أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها: وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية. انتهى.

وحب هذا المغني لا يعد كفرا حتى ولو فرض كون المغني كافرا، لأنه إنما يحب صوته ونغمته لا ما يأتي به من الكفر، وانظر الفتوى رقم: 161841.

ولسنا بحاجة إلى التنبيه إلى حرمة سماع الأغاني المصحوبة بالمعازف أيا كانت كلماتها، وإنما الكلام الآن في التكفير وهو أمر خطير، ومن ثم فإننا نكرر تحذيرك من التنطع والغلو فإنه لا يفضي إلا إلى الشر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني