الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع للزوج أن يكتم أرباحه ومكاسبه عن زوجته

السؤال

دائما أحب أن تكون كل أعمالي فى السر سواء كانت تجارة رابحة أو خسرانة، حتى على زوجتي، مع العلم أنني متأكد أنها لا يمكن أن تبوح لأحد بما نحن فيه، ولكن أحب الكتمان كما وصانا نبينا صلى الله عليه وسلم؟، زوجتي دائما تسألني وأنا لا أجيبها بالصراحة. على سبيل المثال لو دخلت في تجارة معينة هي تعرف أصل رأس المال فيها لا أصارحها بالربح الأصلي. هل هذا حرام مع أنني ليس في نفسي شيء ولكن نفسيا أحس أن المال الربح المدارى أي غير المعروف مبارك فيه. فما الحكم في أنني لا أصارحها وهي تغضب جدا عندما تعرف من غيري بالصدفة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجب عليك إخبار زوجتك بما تكتسبه من مال، وليس لها أن تغضب إذا لم تخبرها لأن معرفتها هذا الأمر ليس حقا لها، ولكننا ننصحك إذا لم تخش من إخبارها مفسدة أن تخبرها بذلك تطييبا لقلبها وحرصا على استدامة مودتها، وراجع الفتوى رقم: 77257 ، ولا ينافي إخبارك لها الكتمان المشروع، لأنه إنما شرع مخافة الحسد، كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود.

قال المناوي: علل طلب الكتمان لها بقوله: (فإن كل ذي نعمة محسود) يعني إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم فعارضوكم في مرامكم، وموضع التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها وأمن الحسد. انتهى.

فإذا لم تخش من إخبارها مفسدة بإذاعتها السر ونحو ذلك فلا عليك أن تخبرها وأنت في عافية إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني