الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتب هامة في شتى العلوم الشرعية

السؤال

بارك الله لكم في هذه المنارة العلمية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بكم الأمة، أريد منكم ـ حفظكم الله ورعاكم ـ أن يتسع صدركم لبعض الأسئلة التي تجعلني في بعض الشكوك والريبة، كما يعلم الجميع أن لنا العديد من العلماء الأجلاء ورجال الدين وكل يوم نتعرف على شيخ جديد، لكن تبقي ركيزة العلم الذي لا نجد به لبسا في العلماء القدامى وأصحاب الثقة والفقه مثل الشيخ ابن القيم والشيخ الألباني والشيخ بن عثيمين والشيخ بن باز، لكن الآن نجد العديد من الحركات التكفيرية للعديد من الشيوخ فكيف أعرف الصواب في ظل هذه الحركات التكفيرية المنتشرة خصوصا أنني أجد في الكلية من يدعي أنه سلفي تكفيري وآخر سلفي جهادي وغيرهم كثير؟ فكيف أعبد الله دون أي شك لعباداتي وأن أطمئن أنني على المنهج الذي يرضى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ وأيضا أريد منكم أن تدلوني على بعض الكتب للتعمق والتففه في دين الله عز وجل، بأسلوب بسيط وميسر، لأفهمه فأنا من تونس وما كنا نعيشه من محاولات فصل الدين عن حياتنا باتت معلومة للجميع، أرجو منكم الدعاء لي بظهر الغيب، وأستودعكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإياك والغلو والتنطع، واحذر صحبة من يقع في تكفير المسلمين أو لا ينضبط بكلام أهل العلم المعتبرين في مسائل الجهاد والإيمان وغيرها من أحكام الشرع، والزم جادة أهل العلم المعتبرين المعروفين بالحرص على السنة وتعظيمها وعدم الغلو والجفاء، فإن السنة بين الغالي والجافي، والعلماء المستبصرون الذين نهجوا سبيل الحق في عصرنا كثر والحمد لله، وعلى رأسهم العلامتان ابن باز وابن عثيمين ـ رحمهما الله ـ وهذه السبيل المطروقة هي سبيل أهل العلم عبر العصور من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم وسبيل كبار أصحابهم عبر العصور، فالزم هذه السبيل المقتصدة ولا تحد عنها، والزم من يدعو إليها معظما أهل العلم آخذا عنهم، وإياك ومن يعتد برأيه ويطعن في العلماء ويزري عليهم، فهذه سبيل أهل الزيغ والضلال، فمن رأيته معظما للعلماء ينقل كلامهم ويفتي بما أفتوا به ويذهب إلى ما ذهبوا إليه، فلا يخالف طريقتهم في الاستدلال ولا يخرج عن إجماعهم فهو على خير، ومن كان بخلاف ذلك فاحذره، قال محمد بن سيرين رحمه الله: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.

فإذا سلكت هذا المسلك فأنت على المنهج الحق، وأنت ـ إن شاء الله ـ على سبيل نجاة.

وأما بخصوص الكتب التي تستفيد منها فتفصيل هذا وبسطه وبيان ما يحتاج إليه من ذلك في كافة فروع العلم يطول جدا، ولكننا نشير إلى بعض ما نراه مهما بالنسبة لك، فكتب وفتاوى الشيخين الجليلين ابن باز وابن عثيمين ونحوهما من كبار العلماء فيها خير وبركة عظيمة، وهي سهلة الأسلوب واضحة العبارة خالية من التعقيد، وقد من الله على المسلمين بهذه الطفرة التقنية الهائلة حتى صارت شروح العلماء مختصرة ومطولة في متناول كل أحد ـ والحمد لله ـ وللشيخ ابن عثيمين شروح نافعة في شتى فروع العلم من عقيدة وتفسير وحديث وفقه وعربية، وقد بذل الجهد وتعنى في الإيضاح والتسهيل جزاه الله خيرا، فعليك بتلك الكتب والشروح. كما ننصحك بأن تقرأ في العقيدة مجموعة العقيدة للشيخ عمر الأشقر فإنها نافعة جدا جارية على طريقة السلف خالية من الحشو والتعقيد. وأما الفقه: فالكتب المؤلفة فيه كثيرة، ومن الكتب المفيدة المعنية بالدليل الخالية من التعقيد كتاب الملخص الفقهي للفوزان وهذه الكتب نافعة لمن هو في أول طريق طلب العلم، وعليك في التفسير بتفسير ابن سعدي أو تفسير الجزائري، ثم بمختصر لتفسير ابن كثير. وابدأ في الأخلاق والسلوك بقراءة موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين للقاسمي، والداء والدواء لابن القيم، واستفد كذلك من مواقع الفتوى المعروفة بتعظيم السنة والحث عليها والفتوى بمقتضى الدليل، نسأل الله أن يرزقنا وإياك علما نافعا وعملا متقبلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني